الشريط الإخباري

السوريون في عالم الاغتراب.. محاضرة للمغترب فيصل درويش بثقافي حمص

حمص-سانا
تناولت المحاضرة التي ألقاها الدكتور فيصل درويش تحت عنوان “السوريون في عالم الاغتراب” في المركز الثقافي العربي في حمص بالأمس هجرة المغتربين السوريين إلى القارة الأمريكية التي بدأت نهاية حقبة الاحتلال العثماني لبلاد الشام.
ورأى درويش ان أسباب ابتعاد السوريين عن أرضهم منذ نهايات القرن التاسع عشر كانت معروفة وموءلمة حيث كان الاستعمار الأجنبي يهيمن على البلاد العربية ويسلبها حريتها وخيراتها ويحرم أبناءها من حق طلب العلم والعمل وهو ما دفعهم وغيرهم من العرب للسفر بعيداً طلباً للرزق والعيش الكريم فبدأت قوافل المهاجرين السوريين واللبنانيين منذ تاريخ 1875 تتوالى إلى العالم الجديد “القارة الامريكية”.
وأضاف أنه في عام 1880 بدأت موجات هجرة اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين تكبر وتتسع حيث كان معظمهم ينوي السفر للولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين.
وعن هجرة العرب وخاصة السوريين منهم إلى الأرجنتين شرح المحاضر أن الهجرة إليها بدأت منذ عام 1875 وكان معظم المغتربين من دمشق عملوا بمختلف الأعمال.
وبين أن السلطات العثمانية التي كانت تحكم البلاد العربية آنذاك كانت شرعت إجراءات تمنع مواطنيها ومن في حكمهم من مغادرة البلاد سواء إلى الدول الأوروبية أو الأمريكية وبقيت هذه الإجراءات سارية لغاية خلع السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909 للميلاد.
وأشار إلى أن الخوري حنا سعيد قام بتأسيس جريدة صدى الجنوب في سنة 1898 ميلادي وهي أول جريدة تصدر في الأرجنتين من أربع صفحات وفي نفس العام تأسست أول جمعية خيرية تحت اسم الجمعية السورية وخلال هذه الفترة تأسست نحو 30 جريدة ومجلة عربية كما تأسست عام 1901 أول مدرسة عربية في الأرجنتين برعاية الخوري ميشيل حجار.
وأضاف درويش أنه في عام1950 أسس الدكتور زكي الجابي أول وزير مفوض للجمهورية السورية في الأرجنتين مدرسة راقية ضمت أكثر من 250 طالباً تحت إشراف السفارة السورية وبهذا التاريخ حرصت الجالية السورية على ضم شملها من خلال تأسيس جمعيات خيرية انتشرت على كل الأرض الأرجنتينية.
ولفت المغترب السوري الى انه في عام 1925 قامت الجالية العربية وبمساعي بعض سيدات المجتمع العربي بتأسيس المشفى السوري اللبناني الذي لا يزال يقدم خدمات إنسانية كبرى ويحتوي حاليا على أهم مراكز البحث العلمي فيما يخص العلوم الطبية في الأرجنتين.
وفي المجال السياسي أوضح المحاضر انه في عام 1949 حصل التبادل الدبلوماسي بين سورية والأرجنتين وعين الدكتور/ زكي الجابي/ وزيراً مفوضاً لسورية وانه في عام 1951 ابتاع السوريون قصراً فخماً في قلب العاصمة الارجنتينية وقدموه هدية لسورية ليكون مقراً للبعثات السورية.
وبين المحاضر أنه قام شخصياً في منتصف السبعينات بإحصاء لأبناء الجالية العربية المقيمين والمنحدرين من أصول عربية ليستنتج أن 99 بالمئة من أبناء الجالية العربية هناك هم من السوريين واللبنانيين مستعرضا بعض النشاطات التي ساهم بها لربط المغتربين السوريين بالوطن الأم سورية.
واستذكر المحاضر عدداً من الشخصيات العربية التي تركت اثراً بارزاً في المغترب الاديب والفيلسوف المصري سيف الدين رحال والكتاب جورج صوايا و خليل سعادة و إلياس قنصل والشاعر زكي قنصل والكاتب والشاعر والمؤرخ جورج صيدح وجبران مسوح وجواد نادر ويوسف غريب ويوسف العيد فضلاً عن المفكرين السوريين الكبيرين ميشيل قزمة وعيسى سلامة.
تجدر الاشارة الى ان الدكتور درويش هو من مواليد حمص/1945/هاجر إلى الأرجنتين عام 1965وحصل على دكتوراه في العلوم الاقتصادية في الأرجنتين وعمل مدرساً في الجامعة الوطنية في مدينة ماردل بلاتا الارجنتينية وهو متخصص في التخطيط المالي.

حنان سويدي