الشريط الإخباري

مهما صعبت الطريق .. فلسطين ستنتصر!- الوطن العمانية

في لحظة انهيار عسكري ووسط آلام عميقة، تسللت كلمات جمال عبد الناصر لتقول ” إن الآلام العظيمة تبني الأمم العظيمة “.. كان بذلك يؤسس لحكمة كبرى في الحياة الإنسانية، كان يجيب السؤال على قانون موجود منذ سنين لا تحصى، إن المحن محك الرجال، وإن الحرية تشترى بالدم، وإن تاريخ الأوطان يبدأ منذ كتابة أول سطر في الموت من أجلها.
سيقال اليوم وغدا وبعد غد وفي كل حين، إن الذين يخافون التضحية إنما يمهدون الطريق إلى الاستسلام والخنوع، وأن مجرد الكلام عن عبثية النضال كما يطالب البعض اليوم وهم ينظرون إلى غزة، إنما يصنعون عجزا لا أمل بعده من عيش مبني على قواعد الأمل.
غزة، هذا الجيب الصغير لولا إيمانه بسلامة فعله لما اتخذ قراره الخطير .. فقبله فعلها اللبنانيون حين كنسوا الاحتلال الاسرائيلي من جنوبهم، وفعلها من قبل الجزائريون حين قاتلوا فرنسا القوية المدججة بالسلاح وقدموا أكثر من مليون شهيد فصنعوا استقلالهم، ويوم قاتل الفيتناميون أقوى جيوش العالم وهو الأميركي، كان يقودهم قائد عظيم هو هوشي منه من غرفة من قصب وسط الغابات فصنع الحرية لبلاده بعد ملايين الشهداء أيضا .. ولولا قاد القائد الصيني ماوتسي تونج شعبه في مسيرة كبرى تجاوزت العشرة آلاف كيلومتر سيرا على الأقدام، لما صارت عليه اليوم الصين من قوة عملاقة يحسب لها ألف حساب. واليوم تخوض سوريا معركتها المصيرية ضد إرهاب مصنوع في أكثر من مكان، وقد قدمت حتى الآن عشرات الآلاف من جيشها شهداء ومثلهم من شعبها وخرابا ودمارا موصوفا، ومع ذلك يجدد الشعب السوري لرئيسه قيادة البلاد إيمانا بأنه خير من يضحي، ولسوف يصنع النصر الذي هو خيار الأقوياء.
من يطرحون العجز في لحظة صراع كبير كالذي تخوضه غزة أو تخوضه الأمة، إنما يعرضون المسيرة برمتها إلى سقوط مريع، لابد من رؤية النصر وسط المصاعب، عندما طرد ياسر عرفات من لبنان عام 1982 إثر اجتياح إسرائيلي كبير، كان المجهول يأكل رأس الجميع الذين ركبوا البحر وهم يتجهون إلى سراب، فكان السؤال المطروح أما القيادة الفلسطينية .. وتحديدا أمام عرفات .. والآن الى أين، وهو السؤال الذي عاشه الفلسطيني في كل ترحاله، فرد عرفات ببساطة: إلى القدس.
أجمل ما يملكه الإنسان في لحظة المصاعب هو الخيال والحلم، لكن ثمن ذلك سيكون باهظا، وهو ” الدماء التي تجري في عروقنا هي صنيعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها ” كما قال أحد المفكرين العرب. إذن لابد من الاعتراف بأن آلام اليوم فيها رائحة المستقبل، وأن عذابات الشعب الفلسطيني هي تراكم فوق تراكم مؤداه عودة فلسطين وتحررها وزوال الاستيطان الإسرائيلي. لم تعد إسرائيل في هذه الأثناء سوى صورة لكيان هش بعدما اكتشفنا قدراتها في العام 2006 ونكتشفه اليوم .. صحيح أنها تملك الدبابات والطائرات والمدافع وكل وسائل الدمار، لكنها مهزومة في داخل كل مستوطن، ومهزومة قبل أن تباشر في أي عمل عسكري، ومهزومة في الكلمات وفي العبارات وتطل هزيمتها كلما قتلت طفلا أو هدمت بيتا أو حرقت حقلا.
رأي الوطن العمانية

انظر ايضاً

الجو غائم جزئياً وسديمي في أغلب المناطق

دمشق-سانا تميل درجات الحرارة للانخفاض قليلاً على المنطقة الجنوبية مع بقائها أعلى من معدلاتها