الشريط الإخباري

هل نحن على موعد مع استئناف السياسة؟-صحيفة البعث

ببطء، وعلى استحياء واضح، يبدو من بعض المؤشرات المتفرقة، ولكن الجدية، أن المنطقة قادمة، ولكن ليس غداً بالتأكيد، على مرحلة جديدة من استئناف للسياسة، بعد أن فشلت الحروب المتعددة والمتنقلة التي عززتها الآمال الواهمة “بالسلطنة” و”الحزم”، في تحقيق أهدافها المعلنة أو المضمرة، ما يعني عودة مفهوم التشبيك الإقليمي، ولو في حدوده الدنيا، ليحل تدريجياً مكان حالة الاشتباك التي أدمت الجميع بمن فيهم صنّاعها ورعاتها وآبائها المؤسسين.

وكي لا يذهب البعض بآماله بعيداً، فإن الاشتباك ما زال “الحلّ” المستخدم لدى الكثير من الدول، كما أنه ما زال سيد الميادين المتعددة، لكن التشبيك، كما يبدو، أصبح المخرج الوحيد الممكن والمتاح والاضطراري لبعض الدول، بعد أن سدّ الإرهاب الذي رعته وحمته كل المخارج الأخرى التي اعتقدت يوماً ما أنها ستخرج منها وأكاليل النصر والغار تزنّر رؤوس قادتها، فيما الواقع يقول: إن “داعش” لا يرى في هذه الرؤوس إلّا أنها “قد أينعت وحان قطافها” وإنه لصاحبها الوحيد.

وبالطبع لا ولن تحدث تلك العودة إلى السياسة، في حال حدثت..!!، نتيجة إيمان مستجد بالقانون الدولي، أو استفاقة مفاجئة للأخلاق والضمير، أو لوعي مدني حضاري بأن الصراعات يجب أن تخاض في عالم حقوق الإنسان بالكلمة والحوار والمفاوضات لا بالدماء، بل لأسباب مختلفة بالكامل، بعضها استراتيجي، كما في حالة واشنطن، التي تزامن اختبارها لـ “حدود القوة”، وخاصة في عالم يتجه ليصبح متعدد الأقطاب، مع تزايد أهمية الاتجاه شرقاً نحو الصين بأسرع وقت ممكن تلافياً لآثار التأخير القاتلة على المشروع الامبراطوري الأمريكي، وهذا ما يستلزم، بالتالي، العمل السريع على إقامة ترتيبات جديدة في منطقتنا، تؤمن “ظهرها”، عبر تكوين بيئة استراتيجية جديدة وفق قواعد وآليات جديدة ولاعبين جدد، كان الاتفاق النووي أولى خطواتها، فيما بعض الأسباب الأخرى خاضع لحسابات البقاء السياسي لهذا السلطان أو ذاك الملك.

بيد أن المهم في الأمر أن الجميع أصبح جاهزاً، بصورة أو بأخرى، لاستئناف السياسة، رغم المكابرة هنا وهناك، ويبدو أن موسكو قد التقطت ذلك، وبهذا تحديداً يمكن فهم المبادرتين التي أطلقتهما هذه الأيام، الأولى والخاصة بتشكيل التحالف الدولي الإقليمي لمحاربة الإرهاب، والثانية والمتعلقة بإنشاء حلف خليجي لضمان أمن الخليج تشارك فيه دول “مجلس التعاون” وإيران، كما يمكن فهم اختيارها طرحهما على “اجتماعات الدوحة”، بالأمس، حيث يوجد الأمريكي، وحيث “للمجلس”، الخائف اليوم على نفسه، “أياد سوداء” لا تنكر في تأجيج الأزمة في سورية، أو تسعير العداء مع إيران دون أن نتوهم أن الدخان الأبيض سيخرج من “الدوحة”، فالبعض سيعاند، وقد جاءت القذائف الكلامية من “الاجتماع” لتوضح ذلك، وقد يعمد إلى المزيد من الانزلاق في الوحل، لكن بعض من يقرأ جيداً لديه، أو يقرأ عنه، يعرف أن تكلفة الخروج اليوم هي أقل من التكلفة غداً وأقل بكثير من التكلفة بعد غد.

وبالطبع فإن استئناف السياسة أمر سبقت سورية الجميع إلى طرحه، ونادت به منذ اللحظة الأولى، لكن استئنافها اليوم يحتاج إلى أسس جديدة، فسورية التي “تدعم مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل حلف إقليمي لمكافحة الإرهاب، وهي مستعدة لتكون عاملاً أساسياً فيه لأنببطء، وعلى استحياء واضح، يبدو من بعض المؤشرات المتفرقة، ولكن الجدية، أن المنطقة قادمة، ولكن ليس غداً بالتأكيد، على مرحلة جديدة من استئناف للسياسة، بعد أن فشلت الحروب المتعددة والمتنقلة التي عززتها الآمال الواهمة “بالسلطنة” و”الحزم”، في تحقيق أهدافها المعلنة أو المضمرة، ما يعني عودة مفهوم التشبيك الإقليمي، ولو في حدوده الدنيا، ليحل تدريجياً مكان حالة الاشتباك التي أدمت الجميع بمن فيهم صنّاعها ورعاتها وآبائها المؤسسين.

وكي لا يذهب البعض بآماله بعيداً، فإن الاشتباك ما زال “الحلّ” المستخدم لدى الكثير من الدول، كما أنه ما زال سيد الميادين المتعددة، لكن التشبيك، كما يبدو، أصبح المخرج الوحيد الممكن والمتاح والاضطراري لبعض الدول، بعد أن سدّ الإرهاب الذي رعته وحمته كل المخارج الأخرى التي اعتقدت يوماً ما أنها ستخرج منها وأكاليل النصر والغار تزنّر رؤوس قادتها، فيما الواقع يقول: إن “داعش” لا يرى في هذه الرؤوس إلّا أنها “قد أينعت وحان قطافها” وإنه لصاحبها الوحيد.

وبالطبع لا ولن تحدث تلك العودة إلى السياسة، في حال حدثت..!!، نتيجة إيمان مستجد بالقانون الدولي، أو استفاقة مفاجئة للأخلاق والضمير، أو لوعي مدني حضاري بأن الصراعات يجب أن تخاض في عالم حقوق الإنسان بالكلمة والحوار والمفاوضات لا بالدماء، بل لأسباب مختلفة بالكامل، بعضها استراتيجي، كما في حالة واشنطن، التي تزامن اختبارها لـ “حدود القوة”، وخاصة في عالم يتجه ليصبح متعدد الأقطاب، مع تزايد أهمية الاتجاه شرقاً نحو الصين بأسرع وقت ممكن تلافياً لآثار التأخير القاتلة على المشروع الامبراطوري الأمريكي، وهذا ما يستلزم، بالتالي، العمل السريع على إقامة ترتيبات جديدة في منطقتنا، تؤمن “ظهرها”، عبر تكوين بيئة استراتيجية جديدة وفق قواعد وآليات جديدة ولاعبين جدد، كان الاتفاق النووي أولى خطواتها، فيما بعض الأسباب الأخرى خاضع لحسابات البقاء السياسي لهذا السلطان أو ذاك الملك.

بيد أن المهم في الأمر أن الجميع أصبح جاهزاً، بصورة أو بأخرى، لاستئناف السياسة، رغم المكابرة هنا وهناك، ويبدو أن موسكو قد التقطت ذلك، وبهذا تحديداً يمكن فهم المبادرتين التي أطلقتهما هذه الأيام، الأولى والخاصة بتشكيل التحالف الدولي الإقليمي لمحاربة الإرهاب، والثانية والمتعلقة بإنشاء حلف خليجي لضمان أمن الخليج تشارك فيه دول “مجلس التعاون” وإيران، كما يمكن فهم اختيارها طرحهما على “اجتماعات الدوحة”، بالأمس، حيث يوجد الأمريكي، وحيث “للمجلس”، الخائف اليوم على نفسه، “أياد سوداء” لا تنكر في تأجيج الأزمة في سورية، أو تسعير العداء مع إيران دون أن نتوهم أن الدخان الأبيض سيخرج من “الدوحة”، فالبعض سيعاند، وقد جاءت القذائف الكلامية من “الاجتماع” لتوضح ذلك، وقد يعمد إلى المزيد من الانزلاق في الوحل، لكن بعض من يقرأ جيداً لديه، أو يقرأ عنه، يعرف أن تكلفة الخروج اليوم هي أقل من التكلفة غداً وأقل بكثير من التكلفة بعد غد.

وبالطبع فإن استئناف السياسة أمر سبقت سورية الجميع إلى طرحه، ونادت به منذ اللحظة الأولى، لكن استئنافها اليوم يحتاج إلى أسس جديدة، فسورية التي “تدعم مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل حلف إقليمي لمكافحة الإرهاب، وهي مستعدة لتكون عاملاً أساسياً فيه لأن هدفها هو إيجاد الحلول وليس خلق المشاكل”، تطلب، وهذا حق طبيعي ومشروع وضروري للحل ولاستئناف السياسة معاً، “إلزام دول الجوار وخاصة تركيا والأردن باحترام قرارات الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب، لأن أي كلام آخر لن يقود إلى النتيجة المطلوبة”.

بمعنى آخر استئناف السياسة والتشبيك يبدأ بالاعتراف بالآخر، وبالحقائق التي لم تستطع خمس سنوات من الحرب على سورية أن تغيّرها، لكن الحذر واجب، والقرار الأمريكي الأخير بشأن الدعم الجوي لمن يسميهم بـ”المعتدلين” خطير، فـ “مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً”.

بقلم: أحمد حسن
هدفها هو إيجاد الحلول وليس خلق المشاكل”، تطلب، وهذا حق طبيعي ومشروع وضروري للحل ولاستئناف السياسة معاً، “إلزام دول الجوار وخاصة تركيا والأردن باحترام قرارات الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب، لأن أي كلام آخر لن يقود إلى النتيجة المطلوبة”.

بمعنى آخر استئناف السياسة والتشبيك يبدأ بالاعتراف بالآخر، وبالحقائق التي لم تستطع خمس سنوات من الحرب على سورية أن تغيّرها، لكن الحذر واجب، والقرار الأمريكي الأخير بشأن الدعم الجوي لمن يسميهم بـ”المعتدلين” خطير، فـ “مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً”.

بقلم: أحمد حسن