الشريط الإخباري

كاتب فرنسي ينتقد تبعية السياسة الخارجية الفرنسية للولايات المتحدة الأمريكية

باريس-سانا

انتقد الكاتب والصحفي الفرنسي رينو جيرار تبعية السياسة الخارجية الفرنسية للولايات المتحدة الأمريكية معربا عن أسفه لدور حلف شمال الأطلسي الناتو والمحافظين الجدد والدبلوماسية الفرنسية بهذا الخصوص ووصف جيرار كبير المراسلين الدوليين لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية في مقال نشرته الصحيفة اليوم تحت عنوان “يجب أن تتوقف فرنسا عن أن تكون تابعاً للولايات المتحدة” العلاقات الفرنسية الأميركية بأنها “غير متوازنة” مشيرا إلى أن عودة فرنسا إلى القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي هو عمل خاطىء وعلامة على الخضوع”.

ولفت جيرار إلى أن أهم وأكبر إخفاقات السياسة الفرنسية هو اتخاذ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على عاتقه إيصال الأسلحة إلى ما يسمى ب “الجيش الحر”فيما وجدت تلك الأسلحة بعد أسبوع بأيدي التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية معربا عن أمله بعدم ارتداد تبعات ذلك على فرنسا.

واعتبر جيرار أن سياسة بلاده تجاه الأزمة في سورية “غير مستقرة” قائلا إن”لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسية رفض مشاركة إيران سابقاً بمؤتمر جنيف 2 في كانون الثاني عام 2014 حول الأزمة في سورية وكان ذلك موقفاً عقيما لأن إيران هي العامل الرئيسي في حل الأزمة في سورية كما أنها قوة أساسية وهذا يجعلنا نقول أن سياسة فرنسا بهذا الشأن غير مستقرة في الواقع”.

وأضاف جيرار إن “لفرنسا مكانة بارزة إلا أنها لم تستغلها ويخشى أنها ستكون خارج العقود الكبيرة المستقبلية التي سيتم توقيعها في إيران بينما تستفيد منها ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية لأن سياسة معاداة إيران أدت إلى حالة الهوس تقريباً لدى فابيوس في بداية ولايته بينما تحولت إلى موقف أكثر عقلانية في السلطة التنفيذية الفرنسية”.

موضحا أن شركتي بيجو ورينو انسحبتا في عامي2012 و 2013 على التوالي من السوق الإيرانية بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

وأشار إلى أن واشنطن ستستفيد تجارياً واقتصادياً من هذه السوق الجديدة حيث تقوم حاليا شركة أبل بالتفاوض مع إيران لعودتها إلى البلاد وقال إن “فرنسا تخشى من الولايات المتحدة لدرجة أنها وافقت على أن تقوم شركة بي إن بي بدفع غرامة قدرها تسع مليارات دولار إلى وزارة الخزانة الأميركية”. وأعرب جيرار عن أسفه لعدم قدرة الاتحاد الأوروبي على حماية نفسه على الأقل بعد الغرامة الفاضحة المفروضة على شركة /بي إن بي/.

وحول الشان الليبي قال جيرار إن “فرنسا ساهمت بتدمير النظام الليبي دون توفير بديل له” مشيرا إلى أن حكومة بلاده لم تفكر في مصالح فرنسا على المدى المتوسط والطويل عندما بدأت الحرب على ليبيا مؤكدا أنها تسببت في زعزعة استقرار كل الدول الصديقة لفرنسا في منطقة الساحل لدرجة أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان اقترح في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو شن حرب ثانية في ليبيا لتصحيح الفوضى التي سببتها الحرب الأولى.

من جهة أخرى أكدت صحيفة فا مينوت الفرنسية أن الهجوم الإرهابي على كنيسة فيلجويف في فال دو مارن هو مقدمة مشروع قدوم “الجهاديين” الفرنسيين من سورية.

وقالت الصحيفة في مقال اليوم أنه “وفقا للمعلومات فإن الهجوم كان مدبرا ومخططا له من قبل الجهاديين الفرنسيين في سورية ” مشيرة إلى اعتقاد أجهزة الاستخبارات الفرنسية بأن الإرهابي فابيان كلين أحد أقارب الإرهابي محمد ميراه هو أحد أبرز قادة المجموعة الإرهابية الرئيسية المدعوة ارتيغات في أرييج والتي كانت تسكن في شقة بإحدى ضواحي باريس لأكثر من عشر سنوات.

ووفق صحيفة لوموند فأن كلين وميراه من ضاحية سي سان دينيس كانا قد غادرا الأراضي السورية في وقت مبكر من عام 2015 مبينة أن التحقيقات أكدت أن الأرهابي فابيان كلين جند جاسوس تولوزاندو من ريونيون ولعب دورا رئيسيا في “التلقين والتدريب في سورية.

وذكرت الصحيفة أن جهات التحقيق الفرنسي أصدرت لائحة الاتهام ضد ثلاثة اشخاص على الأقل على صلة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية في سورية.