الشريط الإخباري

أيقونة الغناء الفرنسي ميري ماتيو تتألق في مهرجان بيبلوس بحضورها الآسر

بيروت – سانا

عندما أطلت أيقونة الغناء الفرنسي ميري ماتيو على مسرح مهرجان بيبلوس الدولي وسط تصفيق خمسة آلاف شخص ملوءوا المدرج الكبير أشاعت جوا من الروعة الممزوجة بالحنين إلى زمن السبعينيات والثمانينيات حيث كانت أغنياتها نافذتنا على الأغنية الفرنسية وخصوصا من خلال برنامج نجوم وأضواء الذي كانت تقدمه الإعلامية منى كردي آنذاك على التلفزيون السوري.00

وعندما بدأت بالغناء أدرك الحضور الذي كان معظمه فوق سن الأربعين وإن كان لا يخلو ممن هم في سن الشباب أن الصوت القوي والذي لا يشبهه أي صوت آخر لم تغيره سنواتها التي قاربت السبعين بل ما زال يرن في فضاء جبيل المدينة اللبنانية التاريخية السياحية بامتياز كما لم تغير المغنية المخضرمة تسريحة شعرها الدائرية على مدى خمسين عاما من الغناء المفعم بمشاعر الحب والحنين.

وعلى مدى ساعتين غنت ماتيو بكل أحاسيسها متحركة بأناقة وخيلاء على مسرح في الهواء الطلق مزهوة بأغنيات يحفظها الجمهور ويغني معها منتشيا بذكريات أغنيات تعيده إلى فترة فنية لا يمكن تجاهلها وزاد من روعتها سحر المكان إذ يتربع بناء أثري في سفح التلة خلف المسرح الذي باتت ملكته المتوجة في ليلة صيفية حارة وبدر مكتمل ينعكس نوره الذهبي على تموجات البحر الذي يطفو فوقه المدرج الكبير فيما تتلألأ من بعيد أضواء المدينة الجبلية مزينة أجواء المهرجان الذي بدأ في الثالث عشر من تموز الماضي ويستمر حتى الثامن عشر من آب الحالي.3

بحضورها الآسر وفستانها الأسود المزين بالدانتيل غنت ماتيو مغردة بحرف الراء الذي يميز لغتها الباريسية والذي تلفظه بطريقة مميزة أكثر من عشرين أغنية ترافقها فرقة مكونة من أحد عشر موسيقيا وثلاثة من الكورس.. وإضافة إلى لغتها الأم غنت مقاطع باللغات المختلفة كاليابانية والصينية والانكليزية والإسبانية لتبلغ ذروة تفاعل الجمهور معها في أغنية “باردون موا” ثم أغنية ” جوسوي اون فام اموروز” و” سانتا ماريا”.

كانت تخاطب الجمهور المتحمس لأغانيها فأعربت في بداية الحفل عن فرحها لوجودها في بيبلوس قائلة “أنا سعيدة أن أجد نفسي في جبيل لنحتفل معا عبر الأغنيات بيوبيلي الذهبي”..وفي المقطع الثاني من الحفل فاجأت الجمهورعندما دعت والدتها البالغة من العمر 93 عاما للوقوف على المسرح وقالت لها ” أحبك أمي” ..وفي الختام غنت ” بران لوتان” وشكرت الحضور وحيتهم معلنة انتهاء الحفلة التي سيذكرها الناس طويلا إلا أن الجميع صفق وقوفا لدقائق وهو ينادي باسمها مرات ومرات حتى عادت إلى المسرح بثوب فضفاض حافية القدمين وغنت معهم من جديد مودعة.2

في عمر التاسعة عشرة وبعد فوزها بمسابقة غناء نظمتها بلدية أفينيون الفرنسية عام 1964 دخلت ميري ماتيو عالم الشهرة لتتحول إلى رمز تاريخي في مجال المنوعات الفرنسية الخفيفة واحتفلت مؤخرا بمرور خمسين عاما على احترافها الغناء إذ وصلت مبيعاتها إلى 130 مليون البوم و55 مليون أسطوانة منفردة وسجلت 1200 أغنية في 11 لغة عالمية كما سجلت أغنيات ثنائية مع نجوم أمثال خوليو ايغليزياس بول أنكا- توم جونز- دين مارتن.. وقالت في تصريحات سابقة “أستمر بالغناء عن الحب كما في اليوم الأول وبالشغف نفسه.. لكن كلما نجحت في هذه المهنة أشعر بالخوف والشك ولازلت أعاني رهاب المسرح إلا أنني أشعر بفرح غامر في الوقت نفسه”.

وفي الختام لابد من الإشارة إلى أنني وفي نهاية الحفل شعرت بصفتي صحفية أن فعالية بهذا الحجم تستحق عناء الوصول إلى جبيل ومهرجانها الدولي .. وتستحق مكابدة السفر من بلد لآخر من أجل الاطلاع عن كثب على ثقافات الشعوب والفن الغنائي الأصيل.

سلوى صالح