الشريط الإخباري

منطقة «خالية من داعش».. أميركا إما كاذبة أو غير صادقة!!-صحيفة الثورة

استغلال الأزمات ماركة أميركا المسجلة، فهي تستغل أزمات أعدائها بل وحتى أصدقائها وحلفائها، وترسم سياساتها تبعاً لأجنداتها ومصالحها وليس طبقاً لمصالحهم.. تمسك بخيوط أي أزمة وتحاول إدارتها وإطالة عمرها كما تفعل مع ما يجري في منطقتنا عموماً وسورية على وجه الخصوص، تصرح بشيء وتشي أفعالها وخطواتها بأشياء خطيرة أسوأ من نتائج خطواتها «الإنسانية» المزعومة.‏

أوهام كثيرة تبيعها لأدواتها وحلفائها ثم سرعان ما تلجم اندفاعاتهم وتطوي صفحات مخططاتهم لصالح مخططاتها، وبالأمس فقط ومع حديث حكومة أنقرة عن أحلام ومستجدات واتفاقات جديدة مع واشنطن أنكرت الأخيرة ذلك لكنها ذهبت كعادتها إلى مربعاتها الغامضة وبشكل يثير الكثير من الاستغراب عندما بدأ مسؤولوها يتحدثون عن مناطق «خالية من داعش».‏

وجه الاستغراب لا يأتي من التصريحات التي تدعو إلى القضاء على داعش وظاهرة «الدعشنة» وإقامة مناطق خالية من المتطرفين ومشاريعهم السوداء، بل من الخطوات التي قامت بها أميركا على مدى السنوات الماضية لملء الفراغ في هذه المناطق من قبل داعش، وتسهيل مرور عناصره ومدهم بكل أسباب القوة والبقاء.‏

فالجميع في هذا العالم المترامي الأطراف متفقون على التخلص من تنظيم داعش الإرهابي، وحتى أميركا تدخل تحت عباءة هؤلاء، إلا أن سياسات هذه الأخيرة كانت على الدوام تثمر نتائج مغايرة تماماً لما تدعيه وتزعمه في العلن، فهي تقصف هذه المناطق التي يسيطر عليها داعش منذ أكثر من عام ومازال التنظيم يسرح ويمرح هناك، بل ويتمدد تحت أنظار الطائرات الأميركية وقرون استشعار التحالف الذي أسسته لهذه الغاية.‏

المثير للاستغراب أكثر أن القصف المزعوم الذي جرى عبر الزمن المذكور كفيل بالقضاء على أعتى المنظمات المتطرفة في الوقت الذي حدث العكس تماماً، والمثير أيضاً أن مظلات الأسلحة والمساعدات اللوجستية التي كانت تسقط على تلك المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ذهبت غير مرة إلى عناصره مباشرة وعن طريق «الخطأ» المزعوم.‏

اليوم تحاول أميركا إنتاج أكاذيبها حول محاربة الإرهاب بثوب جديد ومصطلحات جديدة مثل «مناطق خالية من داعش» مع أن الشعوب خبرتها جيداً مثل خبرتها بإعلامها «الحر» فنصف ما ينشره كذب بكذب والنصف الآخر لا يحتمل الصدق!!‏

بقلم: أحمد حمادة