الشريط الإخباري

مخاوف من تنامي تأثير تنظيم داعش الإرهابي في جنوب شرق آسيا

واشنطن-سانا

كشف خبراء دوليون أن تنامي الدعم لتنظيم داعش الإرهابي بين الأشخاص الذين يحملون فكره المتطرف جنوب شرق آسيا بات يثير مخاوف وقلق الحكومات المحلية في هذه البلدان جراء عدم امتلاكها ما يكفي من الأدوات القانونية لمنعهم من نشر معتقداتهم الأصولية في هذه البلدان.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في مقال نشرته اليوم أن الخبراء اعتبروا أن الخطر الأكبر يتهدد أندونيسيا التي تمتلك تاريخا مع التفجيرات الإرهابية التي نفذها الجيل السابق من الإرهابيين الذين تدربوا لدى تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان عام 1980 فيما تقول السلطات الاندونيسية ومحللون “إن مئات من الإندونيسيين بمن في ذلك عائلات بأكملها ذهبت إلى سورية والعراق للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي ودعمه”.

ونقلت الصحيفة عن سيدني جونز مدير معهد تحليل سياسات النزاع ومقره جاكرتا قوله إن “ما يحدث اليوم يختلف عما حدث في أفغانستان حيث كان من سافر إلى أفغانستان في الغالب من الذكور ولم يكونوا بالضرورة من المهنيين أو ذوي المهارات أما الآن فالأمر مختلف أذ يسافر المقاتلون ذوو الخبرة إلى الشرق الأوسط مع زوجاتهم وأطفالهم لبناء حياة جديدة مع وجود نية لديهم للعودة إلى بلادهم وتنفيذ ما تدربوا عليه من إرهاب هناك”.

وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو قال في مقابلة مع وول ستريت جورنال إن تنظيم داعش هو أكثر ما يثير القلق في إندونيسيا وانه يأتي في كل نقاش مع القادة الآخرين مضيفا إنه “عندما يكون لدينا لقاء مع رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أحد البلدان دائما ما يكون تنظيم داعش هو الموضوع الأول للنقاش”.

ورأت الصحيفة أن مسؤولي مكافحة الإرهاب في إندونيسيا يشعرون بالقلق مما يمكن أن يفعله من تورطوا بالفعل في القتال في صفوف تنظيم داعش في حال عادوا إلى أندونيسيا.

وقال عريف دارماوان نائب رئيس وكالة مكافحة الإرهاب الوطنية الإندونيسية أن “الوكالة حذرت في وقت سابق من أن داعش سيصبح ظاهرة عالمية جديدة ويتفوق على تنظيم القاعدة من حيث خطورته وحثت على سن قوانين أقوى لمحاكمة الإرهابيين المشتبه بهم قبل أن يكون هناك تكرار لتفجير بالي 2002 الذي قتل فيه نحو 202 شخص معظمهم من السياح الأجانب”.

وقالت الصحيفة إن وكالة محاربة الإرهاب في اندونيسيا تسعى إلى إيجاد سلطات قانونية أكبر للجهات المعنية لملاحقة المتشددين في البلاد الذين يدعمون التنظيم بأي طريقة أو أولئك الذين يذهبون إلى الخارج للتدريب والقتال.

وأضافت وول ستريت جورنال إن إمكانية امتداد الإرهاب إلى إندونيسيا باتت أكثر وضوحا في شباط الماضي عندما انفجرت قنبلة صغيرة في مركز للتسوق في ديبوك بالقرب من جاكرتا ولم يصب أحد بأذى لكن السلطات قالت إن جهاز التفجير يحتوي على غاز الكلور وهي مادة غالبا ما تستخدم من قبل صانعي القنابل في تنظيم داعش الإرهابي .

وقالت الشرطة إنها تحقق فيما إذا كان أنصار التنظيم المذكور مسؤولين عن قنبلة أخرى انفجرت في جاكرتا دون أن تصيب أحدا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إندونيسيين قولهم إن “أنصار تنظيم داعش موجودون في ما يقرب من نصف الأقاليم في البلاد والبالغ عددها 33 إقليما بينهم من سافر إلى سورية” وفقا لتقرير صدر في آذار من قبل الشرطة الفيدرالية الاسترالية.

وقالت وول ستريت جورنال إن “متشددين اندونيسيين اعلنوا ولاءهم للتنظيم بمن في ذلك الإرهابي أبو بكر باعشير الذي يعتبر الزعيم الروحي لمنفذي تفجيرات بالي وسانتوسو وهو أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في اندونيسيا الذي يقود مجموعة مسلحة في منطقة بوسو في جزيرة سولاويزي.

وكانت تقارير إعلامية أكدت أن إندونيسيا تعيش حالة تأهب بسبب مخاوف من عودة الإندونيسيين الذين يحاربون فى صفوف تنظيم داعش الإرهابي إلى البلاد وسعيهم إلى تشكيل شبكات إرهابية.

وتشكل هذه الظاهرة مصدر قلق للدول المجاورة أيضا فقد أعلنت الشرطة الماليزية في كانون الثاني الماضي توقيفها ما مجموعه 120 شخصا بتهمة صلتهم بتنظيم داعش أو السعي للذهاب إلى سورية أو العراق بالإضافة إلى 67 مواطنا سافروا بالفعل إلى الخارج للانضمام إلى تنظيم داعش.

بدورها كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الإرهابي محمد فخري الخباس الطبيب من ميدلسبره والذي جند نحو 16 طالبا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي لعب دورا رئيسيا في تشدد الشباب البريطانيين وإقناعهم بالذهاب إلى سورية.

وأضافت الصحيفة إن “الخباس الذي يعتقد بانه في الرقة الآن هو فلسطيني يحمل الجنسية البريطانية ونشأ في ميدلسبره ولكنه ذهب إلى المدرسة الطبية في السودان ومن هناك أصبح رئيس المجتمع الإسلامي في الجامعة وبدأ بتجنيد أطباء آخرين كثير منهم من البريطانيين وأقنعهم بالانضمام إلى تنظيم داعش بدلا من بدء حياتهم المهنية في بريطانيا أو الغرب”.

وتابعت ديلي ميل أن نحو 16 بريطانيا حاولوا الذهاب إلى سورية عبر تركيا تراجع أغلبيتهم في حين تم القبض على اثنين منهم .

انظر ايضاً

وول ستريت جورنال: العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن يكلف التجارة العالمية ثمناً باهظاً

واشنطن-سانا اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن تورط الولايات المتحدة في الاضطرابات الناجمة