استطلاع للرأي: تراجع شعبية أردوغان إلى أدنى مستوياتها

أنقرة-سانا

أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة “متروبول” للبحوث السياسية والاجتماعية تراجع ثقة الشعب التركي برئيس النظام التركي رجب أردوغان إلى 5ر37 بالمئة بعد الانتخابات البرلمانية في السابع من الشهر الجاري.

وذكرت صحيفة “سوزجو” التركية ان الاستطلاع الذي جرى خلال حزيران الجاري تحت عنوان “نبض تركيا” أظهر أن الناخبين الأتراك يحملون أردوغان مسؤولية خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة مشيرا إلى ان الانتخابات المبكرة لن تغير نتائج الانتخابات حيث أكد 6ر41 بالمئة من المشاركين أنهم سينتخبون حزب العدالة والتنمية في حال إجراء انتخابات مبكرة و 1ر25 بالمئة حزب الشعب الجمهوري و2ر16 بالمئة حزب الحركة القومية و 9ر12 بالمئة حزب الشعوب الديمقراطي.

وتراجعت معدلات الرضا عن أداء أردوغان لمهامه الى 1ر48 بالمئة بعد المظاهرات الاحتجاجية المناهضة لحكومة حزب العدالة والتنمية في عام 2013 لتنخفض إلى 4ر39 بالمئة على خلفية فضيحة الفساد والرشوة في شهر كانون الثاني عام 2014 لتصل إلى اليوم إلى أقل من 38 بالمئة.

ويعتقد 8ر57 بالمئة من الناخبين بضرورة احالة الوزراء السابقين المتورطين بالفساد الى المحكمة العليا بينما يصل هذا المعدل الى 31 بالمئة في صفوف ناخبي حزب العدالة والتنمية.

إلى ذلك اعتدت الشرطة التركية على متظاهرين في مدينة يوكسك اوفا التابعة لمحافظة هكاري شرق تركيا أمس بعد ان خرجوا منددين بالتفجير الإرهابي الذي نفذه عناصر من “داعش” في مدينة عين العرب والمجازر التي ارتكبوها ضد سكان المدينة حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين .

وذكرت صحيفة “حرييت” التركية ان الحرفيين اضطروا لاغلاق محالهم نتيجة تصاعد التوتر بين المتظاهرين والشرطة.

وكان إرهابيو تنظيم “داعش” تسللوا فى وقت سابق امس الى مدينة عين العرب فى ريف حلب من جهة المعبر الحدودى مع تركيا ودارت اشتباكات مع القوات المدافعة عن المدينة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى كما ارتكب إرهابيو التنظيم مجزرة بحق أهالي قرية برخ بوطان جنوب مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي حيث أعدموا بالرصاص 22 مواطنا من أهالي القرية أغلبيتهم من الأطفال والنساء والعجزة كما ارتكب مجازر أخرى بحق أهالي عين العرب طالت 120 أغالبيتهم من النساء والاطفال.

وفي هذا السياق انتقدت الولايات المتحدة الامريكية بتقريرها السنوي بشأن حقوق الانسان نظام اردوغان وممارساته غير القانونية.

وأكد التقرير ان ابرز مشاكل حقوق الانسان في تركيا هي ممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية حيال التحقيقات في فضيحة الفساد مشيرا إلى ذكر اسم أردوغان 32 مرة مقابل ذكر اسم رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو 3 مرات فقط.

ولفت التقرير إلى ان الممارسات التي قامت بها حكومة حزب العدالة والتنمية حيال التحقيقات في فضيحة الفساد تعتبر من ابرز انتهاكات حقوق الانسان في تركيا مشيرا إلى تسييس جهازي القضاء والأمن واعطائهما انطباعا غير ملائم ومتحيزا.

وأكد التقرير ان الحكومة التركية سرحت الآلاف من منتسبي الأمن ووكلاء النيابة العامة المكلفين التحقيق ضد مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وافراد اسرهم المتورطين بالفساد على خلفية التحقيقات في الفساد فضلا عن ابعاد وكلاء النيابة العامة الذين فتحوا التحقيق في فضحة الفساد عن مهامهم.

وقال ان الحكومة اغلقت ملف التحقيق في الفساد واتلفت الادلة واتهمت منتسبي الأمن المشاركين في التحقيقات بمحاولة اسقاط الحكومة.

ولفت التقرير الى ان قوانين العقوبات ومكافحة الارهاب تسببت بحجب عدد كبير من الانباء والمقالات على مواقع الانترنت بشكل يحد من حرية التعبير والإعلام والانترنت موضحا ان القانون الصادر في شهر نيسان الماضي حد من عمل الصحفيين لكشف اساءة استعمال السلطة في الوظيفة وزاد من صلاحيات جهاز المخابرات في مجال جمع المعلومات حيث يستطيع جهاز المخابرات ان يحصل على المعلومات من أي مؤسسة في البلاد دون قرار من المحكمة أو موافقة السلطات القضائية .

وأوضح التقرير ان أردوغان تهجم باستمرار على الصحفيين الذين انتقدوه مع الإشارة إلى أسمائهم مؤكدا ان الضغط الممارس على أصحاب الوسائل الإعلامية لتهديد مصالحهم الاقتصادية عن طريق التفتيش الضريبي دفع أصحاب الوسائل الإعلامية المستقلة والرئيسية لبيع شركاتهم الإعلامية إلى حلفاء الحزب الحاكم.

من جهته قال تولجا تانيش مراسل صحيفة “حرييت” في واشنطن أن التقرير الذي قدمه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وجه انتقادات لاذعة لتركيا في موضوع قمع حرية الإعلام وانتهاك سيادة القانون.

يشار إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية حولت منذ بداية الأزمة في سورية أراضي تركيا إلى مقر وممر لآلاف الإرهابيين وسمح نظام أردوغان بتسللهم إلى الأراضي السورية وقدم لهم مختلف أشكال الدعم المادي واللوجيستي والعسكري ووفر لهم أماكن الإيواء ومراكز التدريب بعلم جهاز المخابرات التركي.