S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حمص-سانا
قام عدد من طلاب السنة الرابعة بكلية السياحة “قسم الإدارة الفندقية” وبعد انقطاع لأكثر من أربع سنوات نتيجة ظروف الأزمة وبعد زيادة مساحة الأمان والاستقرار بأحياء حمص بأول جولة عملية لهم بعد توقف لسنوات شملت العديد من الأحياء القديمة وذلك بمشاركة المحافظ طلال البرازي والدكتور محمد العيسى أمين فرع الحزب والدكتور أحمد مفيد الصبح رئيس جامعة البعث وعميد كلية السياحة بجامعة البعث.
وشملت الجولة العديد من المواقع الأثرية المهمة بحمص القديمة التي تعرضت للتخريب والدمار خلال السنوات السابقة ومنها قصر الزهراوي الذي يتميز بطريقة بناء فنية مميزة ويعود للعصر المملوكي والعثماني والأيوبي وكان يعد ليكون متحفا للتقاليد الشعبية قبل بداية الأزمة ويشكل محطة أساسية من محطات السائحين لحمص.
واطلع طلبة كلية السياحة على واقع العديد من الكنائس التي طالها التخريب ولكن بتضافر جميع الجهود عادت أجراس الكنائس لتقرع من جديد ومنها كنيسة أم الزنار التي تعد أقدم كنيسة بسورية ويعود تاريخها لعام 59 ميلادي وكنيسة الأربعين التي يعود تاريخها لعام 1920.
واختتم الطلبة جولتهم بمطعم البستان الذي عاد لألقه من قلب الدمار واستقبال الزبائن وتقديم كل الخدمات بعد عمليات الترميم والتأهيل ليكون من أوائل المطاعم التي عادت للعمل بعد عودة الأمان لأحياء حمص القديمة.
وأوضح المحافظ أن هذه الجولة تمثل رسالة تأكيد على استمرار الحياة والأمان والاستقرار الذي تعيشه أحياء المدينة وأن وجود طلبة كلية السياحة بالمواقع السياحية والأثرية يعزز من مفهوم ربط المجتمع المحلي مع جامعة البعث لتحقيق الفائدة العلمية والمهنية لكل الطلبة والمجتمع معا.
ولفت البرازي الى أنه بتوجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد تم البدء بإعداد الدراسات لإعادة تأهيل وترميم الكثير من الأماكن الأثرية والتاريخية بحمص القديمة مشيرا إلى أن أحياء المدينة القديمة بدأت تنبض بالحياة سواء من ناحية زيادة نسبة عودة الأهالي المهجرين لأحيائهم أو البدء بعمليات إعادة التأهيل والترميم وفتح الشوارع وتقديم نسبة جيدة من الخدمات الرئيسية لتؤكد حالة الانتصارات التي عاشتها المدينة بعد طرد المسلحين من أحياء حمص القديمة.
وأشار عدد من طلبة كلية السياحة لمراسلة سانا أن الجولة تعتبر الأولى من نوعها من الجولات العملية للإطلاع على واقع أحياء حمص القديمة التي تضم العشرات من المعالم السياحية والأثرية وهذا يحقق فائدة لكل الطلبة بربط المواد النظرية مع الجولات العملية مؤكدين أنها تسهم أيضا بإعادة تشجيع السياحة الداخلية إضافة للاستفادة من هذه القيم السياحية والتاريخية بمشاريع التخرج القادمة.
من جهته لفت الدكتور جادو عفوف عميد كلية السياحة بجامعة البعث الى أن الهدف من الجولة التأكيد على إعادة تنشيط الحياة الثقافية والسياحية لحمص ووضع الخطط للمساهمة من طلبة الكلية بعمليات إعادة التأهيل والترميم لمختلف المنشات السياحية والأثرية.
وعن واقع الإقبال على كلية السياحة خلال سنوات الأزمة أشار عفوف الى أنه رغم كل الظروف يتزايد وهذا دليل على ثقة الطلبة وكل السوريين بمستقبل أفضل لكل القطاعات بما فيها السياحي مع العلم أنه يبلغ عدد طلبة الكلية بالتعليم النظامي 900 طالب وطالبة و2300 طالب وطالبة بالتعليم المفتوح.
يذكر أن كلية السياحة بجامعة البعث تعتبر الوحيدة على مستوى سورية وقدمت خلال سنوات افتتاحها الكثير من الخريجين بكل الكوادر السياحية كما ان الإقبال عليها مستمر خلال سنوات الأزمة رغم الصعوبات التي طالت القطاع السياحي.
