الشريط الإخباري

46 عاما عمر مجلة أسامة كبرت خلالها مع أطفالنا وجسدت طموحاتهم

دمشق-سانا

ستة وأربعون عاما عمر مجلة أسامة للأطفال كبرت معها هذه الدورية السورية التي توجهت لصغارنا لتجسد طموحات أطفال سورية ونزعتهم الوطنية بأساليب مختلفة ولتستضيف على صفحاتها كوكبة من أهم الأدباء والكتاب ما جعلها المجلة الرائدة على مستوى سورية والوطن العربي إضافة إلى مواكبتها التطورات التي يعيشها أطفالنا من أجل مستقبل يليق بهم وبتاريخ أجدادهم العريق.

وقال وزير الثقافة عصام خليل لـ سانا إن “مجلة أسامة من أعرق الدوريات السورية التي تعنى بالأطفال وبأدبهم ومازالت ترسخ في أذهانهم بأغلب ما تقدمه من قصص طرحها كتاب سوريون حب الوطن فحملت على صفحاتها مضامين ومعاني ساهمت في بناء ذاكرة الطفل ومكوناتها الوطنية والاجتماعية الصحيحة”.

وأضاف خليل إننا الآن نعمل على “تطوير هذه المجلة محاولين أن نربط ذاكرة الطفل بتراثنا وماضينا العريق ونكون له الأشكال الأدبية التي تجعله يفكر بمستقبل يليق بمجتمعه ووطنه إضافة إلى ترسيخ الشخصيات التاريخية في ذاكرته حتى يعمل على تجاوزها نحو الأفضل”.

وأوضح خليل أن الوزارة تعمل على تكوين رابط بنيوي بينها وبين الأطفال المتفوقين والناشطين ثقافيا والموهوبين معلنا الاستعداد التام للتواصل معهم والاستجابة لرسائلهم ومناقشتهم بصفتهم مستقبل الوطن.1

ورأى الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب أن مجلة أسامة منذ أن صدرت كانت تتحدث عن الطفولة لأنها تمثل مشاعر هذه المرحلة بكل دقة وتعبر عن تطلعاتها فإذا كتبت عن شخصية تاريخية قربت هذه الشخصية إلى الأطفال بأسلوب سلس جميل وبلغة واضحة بسيطة ما جعل هذه الشخصية تتحرك أمام هذا الطفل وكأنها من لحم ودم لذلك راح يتمثلها بوفائها وكرمها وشجاعتها وبكل ما تحمله من قيم إيجابية تبني الشخصية الطفلية.

ويرى رئيس اتحاد الكتاب أن القصائد التي تنشر في أسامة تعبر عن روح طفولية تجعل الطفل يحلق في فضاء غير الفضاء الذي يعيشه لتنشئ هذه المجلة منذ بداياتها أجيالا من الأطفال في الوطن العربي وليس في سورية وحدها.

أما قحطان طلاع مدير منشورات الطفل في وزارة الثقافة فقال “تعتبر مجلة أسامة من أقدم مجلات الأطفال في الوطن العربي وأميزها وعمرها الآن 46 سنة عاصرها كبار الأدباء في سورية ممن شغل مناصب في اسرة تحرير المجلة وممن ساهم فيها مثل سعد الله ونوس وزكريا تامر وعادل أبو شنب ودلال حاتم وكل من خط قلمه للأطفال في سورية لا بد أن يكون قدم من نتاجه الأدبي للطفل عن طريق مجلة أسامة”.

ورسم في مجلة أسامة كما يوضح طلاع كبار فناني سورية مثل نذير نبعة وغسان السباعي وأسعد عرابي وعمر حمدي وخزيمة علواني وممن اختص بفن الأطفال مثل ممتاز البحرة وأنور دياب وطه الخالدي ولجين الأصيل وسرور علواني والياس حموي.

وتابع طلاع أنه رافق مجلة أسامة الكتاب الشهري الذي قدم هدية بشكل دائم مع المجلة وكان له حضور لدى الأطفال لتنوع موضوعاته من قصة إلى شعر إلى موضوعات ثقافية وعلمية كما تميز في مجلة أسامة غنى المادة الأدبية والمادة الفنية على مدى سنواتها التي أخذت اشكالا متعددة لكنها كانت مميزة بسبب حرص العاملين فيها على تقديم ما هو جيد ومفيد للطفل ما يدل أن الكاتب والفنان السوري تميزا في أدب الطفل لتبقى أسامة تعطي الجديد والجميل دائما بفضل أقلام كتابنا وشعرائنا.

في حين رأت رئيسة تحرير المجلة ريم محمود أن مجلة أسامة تحاكي الأطفال السوريين لذلك كان من أهم الأولويات هو ترتيب المجلة بنظام عمل يواكب ثقافة الطفل وموازاة فضوله والعمل على تطوير إمكاناته ومواهبه وهذا يحتاج إلى تضافر جهود المسؤولين والمعنيين بمجال الأطفال من أدباء ورسامين ومصممين قادرين على النهوض بالمجلة لأننا وسط هذا العالم الرقمي وسلطة التكنولوجيا علينا بناء آليات جديدة للجذب والتواصل والنهوض بمستوى أبنائنا وأطفالنا.

في حين قال رامز حاج حسين المشرف الفني في مجلة أسامة “أعمل من خلال الاخراج على تنسيق النص مع اللوحة والصورة وضبط الألوان وإضافة اللمسة المحلية التي ترفع القيم الفنية بالمجلة وتسمو بموروثنا الثقافي مع تحديد المرحلة العمرية التي توجه المجلة لها رسومها وألوانها محاولين أن نطور المفاهيم الفنية بما يتواكب مع تطور ذهنية الطفل”.

وأضاف حاج حسين نسعى مع الرسامين الى خلق حالة تنافسية نحو الأفضل والبحث عما هو جديد على الساحة وعدم استسهال ذهنية الطفل المتلقي وفتح باب المشاركة للجميع وعدم اغلاق باب المجلة أمام أحد مع الحفاظ على ضبط عين الطفل أثناء تصميم المجلة لتقرأ بشكل صحيح الكتلة واللون ورابط اللوحة أو الصورة في المجلة وبناء مفهوم الترويسات وأرقام الصفحات وتمييزها والبحث عن لون موحد كضابط إيقاع للعدد ولغة بصرية واحدة من الأطر والزخارف ومكملاتها مبينا أن هناك تغييرا ملحوظا في البنية التشكيلية لمجلة أسامة.

ولفت الأديب ناجح الحمود إلى أن مجلة أسامة حملت بين طيات أوراقها المعرفة بجوانبها المتنوعة من علمية وأدبية وترفيهية عبر جهود حقيقية مبذولة من قبل جملة المبدعين السوريين لأن المجلة بمن يعمل بها أدركت حقيقة التنوع والتمايز في بنية الإنسان الخلقية وأهمية التعامل مع كل هذا التنوع فكانت القصيدة والقصة القصيرة والمشاهد المسرحية والسيناريو القصصي والمعلومات العلمية والطبية تشكل بمجملها لوحات فنية تثير المتعة في الفن والرغبة في تحصيل المعرفة.

وبينت الكاتبة نبوغ أسعد أن مجلة أسامة استطاعت أن تحظى باهتمام كبير وواسع النطاق من قبل المعنيين بأدب الأطفال والأطفال ذاتهم وخاصة بالفترة الأخيرة وأصبحت مقروءة لجميع الأطفال والفتيان لأنها تقدم مواضيع مهمة ثقافية وفنية مختلفة تساهم في تطوير ذهنية الطفل والعمل على تحريك مكنوناته النفسية والإدلاء برأيه دون تدخل من أحد وهذا يجعلها جديرة بالاهتمام والقراءة والعمل.

محمد الخضر

انظر ايضاً

مجلة أسامة تدعو الأطفال إلى زراعة الأشجار وإحياء الأرض

دمشق-سانا زراعة الأشجار وإعادة إحياء الأرض من جديد كانت العنوان الأساسي لمجلة أسامة في عددها …