S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
انطلقت اليوم في مشفى الأسد الجامعي بدمشق فعاليات المؤتمر العلمي للرعاية الطبية الذي تنظمه المتحدة للمعارض والمؤتمرات العلمية.
ويناقش المشاركون من أطباء ومتخصصين من القطاعين العام والخاص اخر مستجدات العلوم الطبية فى مجالات الجراحة التنظيرية العامة وأمراض الكبد الفيروسي والداء الزلاقي والتوليد وأمراض النساء والقلب والأوعية والخلايا الجذعية.
وفي كلمة له خلال الافتتاح أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أهمية المؤتمرات والمعارض العلمية كمحطة مهمة للتعرف والاطلاع على مستجدات العلوم الطبية من دراسات وأبحاث وأحدث أنواع التجهيزات الطبية والأصناف والزمر الدوائية كما تشكل فرصة لتبادل المعلومات والخبرات بين الاطباء وصولا الى الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
ونوه الحلقي بدور أطباء سورية خلال المرحلة الراهنة عبر تأدية واجبهم الإنساني تجاه السوريين مدنيين وعسكريين والمساهمة في علاجهم وتخفيف آلامهم قائلا كنتم جنبا الى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة في الميدان والمشافي والمراكز الصحية لتعزيز مسيرة البناء والدفاع عن الوطن وتأمين المتطلبات الأساسية للمواطنين من خدمات صحية وقائية وعلاجية فقدمتم شهداء وجرحى عمدوا تراب الوطن بدمائهم الزكية الطاهرة.
وبين الحلقي أن معرض الرعاية الطبية فرصة تسويقية لعرض الابتكارات الحديثة في مجال التقانات الطبية التخصصية والصناعات الدوائية وفتح الاسواق الدولية أمام الشركات السورية واستقبال المهتمين المحليين للاطلاع على كل ما هو جديد في مجال التجهيزات الطبية والمخبرية والصناعات الصيدلانية والتجهيزات السنية وخدمات المشافى وتجهيزاتها ومد جسور التواصل العلمي والتقني بين سورية وسائر دول العالم والتعرف على واقع الرعاية الطبية والصحية فيها.
وحول واقع القطاع الصحى قال الحلقي رغم كل الاضرار لايزال القطاع الصحي يقدم خدماته الصحية العلاجية والوقائية مجانا ويجري العمل باستمرار على تأهيل المشافي التي أصابها الضرر والتخريب لوضعها بالخدمة مجددا وافتتاح أخرى جديدة في المناطق الآمنة كما أنه مستمر بتأمين الأدوية الإسعافية والمزمنة مجانا ودعم المشافي بأحدث التجهيزات الطبية في العالم.
وفيما يخص الواقع الخدمي عموما أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد حريصة على تأمين المستلزمات الضرورية للمواطنين من مواد تموينية ودوائية ومشتقات نفطية ومتطلبات خدمية أساسية ومستمرة بتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية ودعم حوامل الطاقة والمواد التموينية وتسديد مستحقات ورواتب العاملين والمتقاعدين وتأمين متطلبات برنامج الاغاثة والتعويض على المتضررين والالتزام باستحقاقات الشهداء وتقديم المساعدات والدعم لذويهم والاهتمام بجرحى الحرب وتشميلهم بالمنح الانتاجية المولدة للدخل بالتوازي مع استكمال وتطوير الروءية الوطنية لاعادة الاعمار والتنمية في سورية.
بدوره أكد نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر الحسن أن المؤتمر العلمى وما يرافقه من معرض للتجهيزات الطبية والادوية يحقق أهدافا رئيسية اولها سياسى بامتياز لكونه يشكل رسالة للداخل والخارج بأن أطباء سورية صامدون رغم ما تتعرض له بلادهم من ويلات الحرب الارهابية التى فرضت عليهم ويتحدون كل من تسول له نفسه الاعتداء على قدسية وكرامة الوطن.
وأضاف الحسن أن المؤتمر يحقق أيضا هدفين اخرين علمي واجتماعي فهو يرتقي بمستوى الأطباء العلمي والمهني ويزيد من معارفهم الطبية ومهاراتهم الفنية ويطلعهم على أحدث العلاجات والادوية ما ينعكس ايجابا على مستوى الخدمات الطبية والصحية المقدمة للمواطنين معتبرا أن لقاء الأطباء من جميع المحافظات يمنح إحساسا عميقا بالامن والاستقرار.
وأشار إلى حرص النقابة على المشاركة فى النشاطات العلمية والثقافية التى تهدف إلى تطوير عملية التعليم الطبى المستمر والسعى إلى تطوير وتحديث الواقع الصحي في سورية وتحقيق الشعار الذي طرحته في مؤتمرها الثاني والثلاثين صحة المواطنين أمانة في أعناقنا نرعاها ونحافظ عليها.
بدوره أكد مدير عام شركة المتحدة للمعارض والمؤتمرات العلمية الدولية أيمن شماع دور المؤتمرات والمعارض الطبية فى تكوين تحالفات جديدة ليس فقط داخل قطاع الرعاية الطبية والصحية وحده وانما بينه وبين قطاعات العمل الاخرى التى تؤثر فى مدى كفاءة الخدمات الطبية بما فى ذلك الصناعات الدوائية وصناعات التكنولوجيا الطبية وموءسسات الخدمات الصحية.
وقال شماع كمنظمين لهذا المؤتمر والمعرض نسقنا مع أكثر من 44 مشفى عاما وخاصا ووجهنا دعوات خاصة ومباشرة لحضور المؤتمر لأكثر من 3110 أطباء وبالتنسيق مع فروع نقابات الأطباء والروابط والجمعيات الطبية والجامعات والأطباء العاملين في المشافي العامة والخاصة في سورية.
وبين شماع أن أطباء سورية كان لهم دور بارز خلال السنوات الاربع الماضية جنبا إلى جنب مع بواسل الجيش العربى السورى فى مواجهة الارهاب حيث آثر معظمهم البقاء بالوطن متحملين الضغوطات والتهديدات في سبيل خدمة أبناء الوطن كما تحمل الصناعيون والعاملون فى مجال الصناعات الدوائية محاولات استهدافهم واستهداف معاملهم ولم يتخلوا عن دورهم الاساس في عملية بناء الوطن وتلبية احتياجات أبنائه من الدواء.
وفي تصريح للصحفيين أكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أن العقوبات التى فرضها الاتحاد الاوروبى وامريكا على سورية اثرت بشكل كبير على شراء الاجهزة والمستلزمات الطبية ما دفعها للتوجه شرقا وإلى الدول الصديقة ومنها ايران ودول البريكس لتامين المستلزمات والتجهيزات الطبية للمشافى قدر الامكان.
وحول تلافي النقص الحاصل ببعض الاصناف الدوائية أوضح يازجي أن الوزارة تتبع استراتيجية دائمة لتأمين الدواء عبر الاعتماد على الذات أولا من خلال معامل الادوية الوطنية وثانيا من خلال مساعدة بعض المنظمات الدولية وأولها الصحة العالمية.
وتتناول محاضرات اليوم الأول اختلاطات جراحة البدانة وطرق تدبيرها والمستجدات فى تدبير اورام المستقيم المنخفضة وعملية طى المعدة بالجراحة التنظيرية لمعالجة البدانة فى سورية اضافة إلى عرض نقل مباشر لعملية جراحية تنظيرية.
وعقب افتتاح أعمال المؤتمر انطلقت الدورة الاستثنائية الثانية عشرة لمعرض الرعاية الطبية 2015 الذي يشارك فيه نحو 24 شركة محلية دوائية وطبية تمثل 81 شركة خارجية من 16 دولة بالتعاون مع وزارتى الصحة والتعليم العالى والنقابات والجامعات والهيئات والروابط التابعة لها.
وفي تصريح للصحفيين أكد الدكتور أحمد بدران نقيب صيادلة دمشق ان المعرض يسهم في التعريف على آخر الابتكارات الطبية وما يهم المشافى بهذا المجال كما أنه يعرض اخر انتاجات الادوية وحاجة سورية منها كاشفا عن الترخيص لمعامل جديدة بالتعاون بين وزارتي الصحة والتعليم العالي.
وفي لقاءات مع مشاركين في المعرض قال معاوية مظلوم من المؤسسة التقنية للتجهيزات الطبية ديميدا إننا نشارك في المعرض من خلال الأدوات الجراحية والتنظيرية والجراحة المفتوحة مبينا أن المعرض يعرف المشافي والأطباء المهتمين بمنتجاتنا الطبية.
ومن الشركة السورية للخدمات الطبية بين باسل حماصنة أن الشركة شاركت بمنتجاتها كمستلزمات غسيل الكلية والخيوط الجراحية والمخدرات والتعقيم ومنظمات أوكسجين ومن مشفى جامعة القلمون الخاصة أوضح رئيس تمريض مشفى الجامعة عبد اللطيف شرف الدين أن مشاركتهم فى المعرض تهدف الى التعريف بالمشفى والجامعة والاختصاصات العلمية المتوفرة فيها ومن شركة النفقات الطبية ميديكسا رأى الدكتور ملهم الحمد أن المعرض يتيح المجال أمام شركات التأمين للتعريف بخدماتها .
حضر المؤتمر عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربى الاشتراكي رئيسة مكتب التعليم العالى الدكتورة فيروز الموسى و نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الادارة المحلية ووزراء التعليم العالى والدولة لشؤون البيئة والدولة لشؤون مجلس الشعب وعدد من معاونيهم وعدد من مديرى المشافى وعمداء الكليات الطبية وممثلو عدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق وفعاليات نقابية وحزبية واهلية وعدد من اعضاء مجلس الشعب.
وتأسست الشركة المتحدة للمعارض والمؤتمرات الدولية المنظمة لهذا المؤتمر عام 1992 وتعمل على تنظيم وتجهيز معارض وأجنحة دولية داخل وخارج سورية ومؤتمرات تخصصية محلية ودولية في كل المجالات وتمثيل شركات وعلاقات عامة وخدمات إعلانية يذكر أن معرض الرعاية الطبية توقف لمدة أربعة أعوام نتيجة الأزمة التي تمر بها سورية ويعود هذا العام لاستقطاب المهتمين في المجال الطبي من مديري المشافي وأصحاب القرار في شركات التجهيزات الطبية والمعامل الدوائية.
