الأعراب و«إسرائيل» من التنسيق إلى التحالف- صحيفة تشرين

هل نحتاج إلى أدلة كي نؤكد التعاون المشبوه بين الأعراب، و«إسرائيل» بعد كل ما أثبتته وقائع السنوات الخمس الأخيرة؟

إن التعاون المشبوه بين أعراب أميركا و«إسرائيل» قديم قدم زراعة «إسرائيل» في الجسد العربي، لكن ذلك التعاون كان سرياً ولا تكشفه إلا الوثائق التي يتم الإفراج عنها بعد سنوات من وقوعها.. أما الآن فقد أصبحت ظاهرة للعيان.

شمعون بيريز يتصدر اجتماعات مسؤولي الأعراب في اجتماع المنتدى الاقتصادي الذي تستضيفه الأردن، وكأنه مكوّن أساسي منهم، والطائرات الإسرائيلية تقصف اليمن منذ أن تم الإعلان عن تشكيل الحلف السعودي لتدمير اليمن قبل ثمانية أسابيع، أما صبيان السعودية وقطر وتركيا الذين يمارسون القتل والتدمير والإرهاب والتهجير في سورية وتحت مسميات «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» و«جيش الفتح» وغيرها من تسميات باتوا يحتمون تحت الأجنحة الإسرائيلية، ويرسلون جرحاهم للعلاج في المشافي الإسرائيلية بشكل علني وواضح لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو» زار هؤلاء وتحت أضواء الكاميرات بينما قامت الطائرات الإسرائيلية ولأكثر من مرة باستهداف مواقع الجيش العربي السوري للتخفيف من ضغط الجيش العسكري على الإرهابيين، وللحيلولة دون انهيارهم السريع- وبالتالي فإن ما كشف عنه مؤخراً موقع صحيفة «رأي اليوم» الإلكتروني عن عرض «إسرائيل» لبناء قبّة حديدية على الأراضي السعودية قد لا يكون مفاجئاً، لأن الوقائع على الأرض تؤكد أن ما يجري بين «إسرائيل» ومحور التآمر على سورية ليس مجرّد تنسيق كما كان في السابق وإنما هو تحالف وانخراط تام، وباتت «إسرائيل» وتركيا والسعودية وقطر الوجه الثاني للإرهاب الذي تمارسه «جبهة النصرة» و«داعش» و«جيش الإسلام» و«جيش الفتح» وغيرها من تنظيمات انحدرت من رحم تنظيم القاعدة.

معارك سورية، ومعارك شعوب المنطقة ضد الإرهاب سوف تكلّل بالنصر الناجز، والذي سوف يجتث الإرهاب ويقطع أيدي داعميه، طال الزمن أم قصر… مع ثقتنا الكبيرة بشعبنا وجيشنا وأصدقائنا الذين يواجهون العدوان ذاته وإن كان بأساليب أخرى.

بقلم: محي الدين المحمد