الشريط الإخباري

التأخر بعلاج اختناق الجنين يرتب مضاعفات خطيرة قد تصل للموت

درعا-سانا

يثير طول فترة المخاض وعسر الولادة وانفصال المشيمة الباكر قلق الأطباء والحامل كونها من أبرز أسباب اختناق الجنين أو انقطاع الأوكسجين عنه إلى جانب أسباب أخرى تتعلق بتكونه ويحتم على الفريق الطبي الذي يتابع الولادة التصرف بسرعة للحد من تأثيراته السلبية على صحة الطفل.

وينجم اختناق الجنين والوليد عن اصابة مركز التنفس في الدماغ أو بسبب العضو الذي يتولى مهمة التبادل الغازي في الرحم أي المشيمة لدى الجنين أو بسبب يتعلق بالرئة لدى الوليد.

ويحدث الاختناق داخل الرحم حسب اختصاصي الأطفال الدكتور فادي الياسين نتيجة أسباب تتعلق بالأم كمنحها مخدرا أثناء المخاض وطول مدة الأخير وعسر الولادة ونقص الأكسجة لديها لإصابتها بأمراض القلب وقصور التنفس أو انخفاض تدفق الدم عبر السرة من المشيمة لانخفاض ضغط الدم لدى الم وانفصال المشيمة الباكر.

ويضيف الدكتور الياسين أن الاختناق داخل الرحم يحدث لأسباب إضافية تتعلق بالخدج ونقص التغذية لدى الجنين أو سوء التشكل مبينا أنه منذ بدء ظاهرة الاختناق تحدث تغيرات فيزيولوجية متلاحقة بحيث ينخفض ضغط الاكسجين الشرياني لدى الوليد عن سويته الطبيعية ويزداد ضغط ثاني اكسيد الكربون في الدم بسرعة وينخفض دليل الحموضة الباهاء بي اتش نتيجة للاستقلاب اللاهوائي الذي ينشط نتيجة لنقص الاكسجين وتراكم غاز الكربون.

ويشخص اختناق الجنين داخل الرحم كما يوضح الاختصاصي بناء على أسس سريرية ومخبرية عبر الإصغاء إلى ضربات القلب من جدار بطن الأم إما مباشرة بالسماعة التقليدية أو عبر جهاز الكتروني تثبت مساراه على جدار بطن الأم ويراقب نبض الجنين في أثناء تقلصات الرحم أو بين هذه التقلصات.

ويستند التشخيص أيضا إلى قياس دليل الحموضة الباهاء في دم الجنين وفقا للدكتور الياسين الذي يبين أن تشخيص بوادر الاختناق لدى الوليد وتقدير مدى حاجته إلى الإنعاش واستفادته منه لايزال يستند إلى علامات معينة تجب مراقبتها بعد دقيقة من الولادة إلى خمس دقائق طبقا للوحة معروفة باسم معيار علامات ابغار نسبة إلى الدكتورة فرجينيا ابغار طبيبة تخدير أمريكية والعلامات الواجب فحصها النشاط العضلي والنبض ضربات القلب والاستجابة الانعكاسية للتنبيه واللون ومحاولات التنفس .

ويحذر الاختصاصي من أن اختناق الوليد قد يؤدي إلى تثبيط شامل للأجهزة وصولا إلى الموت كما تترافق فترة الشفاء أحيانا بأضرار بعيدة الأمد تحديدا في الجهاز العصبي لافتا إلى أن التراجع في الجهاز العصبي يصنف إلى ثلاث مراحل تشهد الأولى اضطرابا وفرط تفاعل مع الإثارات والنبض السريع والرجفة وتوسع البؤبؤ وفي المرحلة الثانية يبدو الوليد نعسا مرتخيا ويطرأ تراجع في درجة وعيه ويكون نبضه بطيئا واحداقه ضيقة كما يسيل لعابه.

وأضاف أن الطفل يعاني في المرحلة الثالثة من الهذيان أو الغيبوبة ويستلقي دون حراك ولا يمكن تحفيزه على القيام بأي ردة فعل و في هذه المرحلة تشيع النوبات بكثرة ويمكن ملاحظة الخلل الدماغي من خلال تخطيط كهربائية الدماغ.

ويشير إلى أن وسائل التصوير لا تدل عند الولادة أو بعدها مباشرة على شدة التأثير بيد أنها تسهم في تقييم الخلل بعيد الأمد بالمتابعة المتواصلة مبينا أن الوسائل المتبعة في هذه
الحالة التصوير فائق الصوت وتصوير مقطعي محوسب وتصوير بالتردد المغناطيسي مبينا أن أداء الطفل مستقبلا يتعلق بالعوامل التي أدت إلى اختناقه قبل الولادة ومدى خطورة الاصابة أما العلاج فيهدف إلى تمكين الوليد المصاب من استغلال الحد الأقصى من قدرته للتعامل مع الأضرار الناتجة.

ويوصي الدكتور الياسين بالعلاج الفوري لاختناق الوليد عبر إنعاش القلب والرئتين ومنحه العلاج الدوائي بهدف إعادة الأكسجة ومنع الأضرار بعيدة الأمد مبينا أن العلاج يكون لفترة محدودة عندما تكون إصابة الأنسجة عند الاختناق حادة ويمكن خلالها تقديم العلاج بهدف منع المضاعفات المستقبلية.

وتطبق المراكز الطبية في السنوات الأخيرة تجربة تبريد رأس الوليد بهدف كبح العمليات الحاصلة عند نقص الأكسجة والتي تسبب دمارا ثابتا في خلايا الدماغ.

قاسم المقداد