الشريط الإخباري

بين الرياض وكامب ديفيد-صحيفة تشرين

ما معنى أن تطلق بعض الأصوات الفرنسية، ناصحةً بمحاذير الرهان الفرنسي على السعودية في الوقت الراهن؟ وما معنى وصف «اللوموند» بأن مثل هذا الرهان لا يخلو من المخاطر، والشكوك بشأن المستقبل السياسي للمملكة، بعد هبوط أسعار النفط وانعدام الديمقراطية في بلد يرتكز إلى الوهابية؟

وإذا كان تقديم النصيحة من باب الحرص على فرنسا، فإن هذا يأتي في الوقت الذي أعلن فيه الإليزيه أن الرئيس هولاند سيحل «ضيف شرف» على القمة الاستثنائية لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، وفي الوقت الذي نظرت فيه فرنسا بإيجابية -على لسان أحد مسؤوليها الكبار- إلى سلسلة التغييرات في السعودية، فما ماهية الشكوك بشأن المستقبل السياسي للمملكة، ضمن المنظور العام؟..

المؤكد أن التغييرات في السعودية ليست للإصلاح، وإنما للدفاع عن البقاء والوجود، الذي دعا لمثل هذا الأمر، وقد جاء مدعوماً بالقمة «الاستثناء»، في الرياض أولاً، والقمة «الاستثناء» في كامب ديفيد ثانياً، حيث من المقرر في الأخيرة ، استقبال قادة مجلس التعاون الخليجي في الثالث عشر من أيار في البيت الأبيض بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لبحث العديد من الملفات..

هنا، يتوقف السائل عن معنى الوجود والبقاء، في ظل العنجهية والصلف وآليات التعدي وتصدير الإرهاب والعدوان والتدخل في شؤون سيادات الدول، من دون النظر إلى بيت الزجاج الواهي في جدران المملكة.. والأهم من هذا وذاك مفتاح «الكعبة المشرفة» الذي تمنعه الأسرة المالكة عن المسلمين ممن شاءت، ومتى شاءت.. فهل بدأت هذه الأسرة، تضع يدها على رأسها؟ وهل يمكن الإبقاء مثلاً على وجودها في وجه التحديات التي بدأت تتزايد من حولها، وتكشف دورها، الذي طالما بدأ يظهر في صراع العرش المحسوم، وقد قلنا حينها كيف قامت المخابرات الأمريكية الـ«CIA» بلعب دور مهم في احتواء ما كان ينذر بعاصفة السلطات والمناصب مبكراً، من دون الالتفات إلى موازين الأمراء والأُجَراء في مملكة فئران الأنابيب.

اليوم، قمة تجر قمة ثانية.. وفي القمتين: هولاند وأوباما، رأسا حربة اللوبي الصهيوني المخطط مع الأدوات، فإلى ماذا سيفضي اجتماع الأدوات؟ وماذا سيبحث في قمتين متتاليتين؟.. إلى هذا تتجه خيوط اللعبة الممتدة إلى اللاعب الأكبر، الذي اعتقد أن سيناريوهاته المتعددة، الراسمة للشمال السوري وجنوبه، ستجدي في تحقيق المخطط الأكبر في التقسيم الذي أقره الكونغرس منذ عشرات السنوات.. ومثله ما كان للمنطقة كلها، عندما أفلتت الرايات السوداء الداعشية في جغرافية المنطقة، ومساحاتها، وتوسع التكفير الوهابي المؤسس على أفكار العائلة الحاكمة في السعودية، التي تشظى منها كل هذا الدمار والدماء، بما يشبه الخرافة في الأدوار، وتصدير الأفكار والإرهاب والموت.

بين الرياض.. وكامب ديفيد.. مأزق وأنين، يبحثان عن حفظ ماء الوجه، في غسيل دموي أكثر، وتحالف أكبر، ومشروعات الطائفية في سورية، وتحقيق ما لم يستطع أن يحققه بعدما أخذ العهد على «عقاله» أن يمهد هذه الأرض لتطأها أقدام التتار الجدد، فلم يفلح، بإركاعها، ولا بالنيل منها، مهما امتدت أدوات عدوانه، ومصالحه وتحالفاته مع العثمنة المهترئة، بينما يبدو أن محاذير الرهان الفرنسي والأمريكي ستتصاعد في شكوك المستقبل السياسي للمملكة، حتى ولو كان يظهر للعيان جلياً أن الولاء الممتد معهما أينعت ثماره.. لكن التسارع في الأحداث، سيفك الشيفرة السرية في لقاء القمتين بين الرياض.. وكامب ديفيد!

بقلم: رغداء مارديني

انظر ايضاً

مصالح تخطت حدود القُبل!-صحيفة تشرين

يبدو أن الحلول السياسية في المنطقة، وسورية تحديداً، مازالت تدخل في أنفاق التحالف الاستعماري الغربي …