الشريط الإخباري

مواضيع متنوعة في ختام ملتقى التصوير الزيتي بقلعة دمشق

دمشق-سانا

أربعة وعشرون عملا زيتيا كان نتاج ختام ملتقى التصوير الزيتي الرابع “سورية جسر المحبة” في قلعة دمشق والذي أقيم بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقية حيث جاءت هذه الأعمال بصيغ فنية وتقنية متنوعة لأحد عشر فنانا تشكيليا سوريا من مختلف الأعمار والانتماءات الفنية.

وتنوع في المعرض الختامي للملتقى نتاج الفنانين من حيث عدد الأعمال والأساليب الفنية والمواضيع المقدمة حيث تراوحت الأساليب بين الواقعية والتعبيرية والواقعية التعبيرية والتجريدية والحروفية التجريدية وجاءت المواضيع متعددة فمنها ما اقترب من “الأزمة في سورية ومنها ما قدم رؤية جمالية بعيدة عن الأحداث الجارية”.

2وقال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح لـ سانا إن سورية كانت وستبقى جسرا للمحبة وهذا المعرض اليوم بنسخته الرابعة على التوالي يقدم نموذجا جديدا لتجارب الفنانين السوريين المبدعين من خلال التفاعل المباشر فيما بينهم أمام الجمهور الذي تابع تنفيذ أعمالهم مباشرة في قلعة دمشق إلى جانب التفاعل المهم لطلبة المعهد مع المشاركين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم.

وأضاف خليل إن الألوان التي استخدمها الفنانون بأعمالهم تدعو للتفاؤل والأمل بأن سورية ستنتصر على الإرهاب مبينا أن هذه الأعمال تعكس إصرار الفنان السوري على دوره في نشر الجمال والروح الوطنية.

3وأوضح وزير الثقافة “أن سورية كانت تصدر الفن والجمال إلى العالم وهي لا تستحق عقوق هذا العالم اليوم الذي يصدر لها الإرهاب والإرهابيين” مؤكدا أن كل هذا الإرهاب لن يثنينا عن واجبنا الإنساني في نشر المعرفة والجمال والفكر لأننا مفطورون على ذلك.. وعلى هذه الأرض المقدسة ولد الفكر والإبداع وهو مستمر بالنضوج والوعي مع الإصرار على الحياة والحق والخير والعدل.

من جهته قال عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة إن هذا الملتقى يضم فنانين على مستوى فني مهم جدا في سورية والعالم وجاءت الأعمال في ختامه بمستوى جيد وعبرت عن التجارب الفنية المنوعة للمشاركين مبينا أن تكريم الفنانين خلال الملتقى يأتي ضمن امكانات الوزارة المتاحة وضمن محاولتها لتقديم كل جهد ممكن لاستمرار الملتقيات الفنية والفن التشكيلي بشكل عام لأننا بحاجة لهذا الفعل الإبداعي لكونه يعبر عن حضارتنا وتاريخنا الثقافي والفني العريق.

4التشكيلي الدكتور خالد المز الذي يشارك لأول مرة في ملتقى للتصوير الزيتي في سورية قدم عملين أحدهما عن الإنسان بشكل عام والمرأة خاصة بأسلوب تعبيري قسم عبره سطح اللوحة إلى نوافد تطل بحالة غرائبية متأملة مع غلبة للأزرق في مجمل العمل وجاءت لوحته الثانية باختزالات حروفية أيضا طغى فيها الازرق مع تضاد مع الأحمر ما يعتبر تجريبا فنيا جديدا لديه على مستوى الأسلوب واللون.

التشكيلي ناثر حسني جدد حبه لدمشق والطبيعة السورية عبر عملين بأسلوب واقعي قدم فيهما البيت الدمشقي القديم وجمالياته المعمارية والتزيينية مع غلبة للون الذهبي الذي يميز أعماله عادة في الضوء مع بهرجة جميلة في توضع الألوان مع بعضها بعضا بالمنظر الطبيعي في سياق متناغم وعجينة لونية غنية بطيفها من الحار والبارد وتعكس تقنية الفنان العالية التي كرسها في بصمته الفنية للوحته.

5وعبرت الفنانة لجينة الأصيل عبر عمليها عن الأمل بغد أجمل يحمل السلام لسورية مستخدمة البورتريه النسائي بأسلوب تعبيري مع ثيمة الحمامة التي تواجدت في كلا اللوحتين مع تقشف لوني على سطح اللوحة عكس حالة من التعبيرية اللونية عن الموضوع المقدم ضمن توليفة متجانسة من المفردات التي كونت توازنا بصريا جميلا.

ورغم عدم تمكن التشكيلي الدكتور نزار صابور من التواجد في كل أيام الملتقى إلا أنه قدم عملا من الحجم الكبير جاء فيه مدينة معلولا بين الجبال بلون رمادي عكست حالة الفنان ونظرته للواقع الذي تعيشه أغلب المدن السورية التاريخية مع اختزال في المفردات التشكيلية لمصلحة التكوين واللون الطاغي.

7محمود جوابرة قدم عملين ضمن تجربته التشكيلية المعتمدة على المفردات الحيوانية وخاصة الثور والتي يعمل عليها منذ فترة بأسلوب تعبيري رمزي حيث جاء التكوين متعدد الارتكازات في أركان اللوحة على عدة عناصر تالفت مع بعضها لونيا وعبر الخطوط وعكست مدى تطور هذه التجربة لدى الفنان.

واستطاع الفنان عدنان حميدة أن يستفيد من مدة الملتقى ليقدم ثلاثة أعمال بأسلوبه التعبيري التجريدي مقدما مفردات بصرية يعتمدها غالبا في أعماله كالتفاحة والمرأة وغيرها من الرموز الجمالية والفكرية والفلسفية مستعملا تقنية الكولاج والزيتي لخلق مساحة لونية متناغمة ومتعددة الطيف دون الانزياح للألوان القوية فغلبت حالة من الضبابية على اللوحات أوحت بالتأمل والمزيد بالتمعن بجزئياتها.

8التشكيلي اسعد فرزات قدم أيضا ثلاثة أعمال بأسلوب تعبيري غلبت عليها الألوان القاتمة بغلبة للرمادي والأسود ما عكس مزاجية خاصة للفنان تجاه ما يراه من أحداث مؤلمة وتناغمت اللوحات فكملت بعضها بعضا في المعنى والرسالة البصرية والفكرية وعكست أسلوبية مميزة لصاحبها.

ونوع الفنان علي حسين في أعماله الثلاثة من حيث اللون والأسلوب فقدم في أحدها “بورتريه نسائي” بأسلوب تعبيري وبغلبة للون القرمزي ما أشاع حالة غرائبية تراكبت فيها المساحة اللونية مع التكوين في توضع المرأة إلى جانب عمل احتوى بانوراما بشرية بألوان زاهية غير صريحة كما جاء العمل الثالث بتوليفة مشابهة من الألوان.

9وكرر التشكيلي أكسم طلاع أسلوبيته الخاصة عبر عملين حروفيين مستفيدا من طاقة الحرف العربي وبألوان نارية تحاورت مع الخلفية الداكنة وشكلت حالة من التضاد اللوني وحققت نوعا من البهرجة والحضور القوي على سطح اللوحة وشدت انتباه المشاهدين إليها بقوة.

واختارت التشكيلية غادة حداد فكرة الأمومة كرمزية عن سورية الأم فقدمت عملين “بورتريه نسائي” بحالة الحمل في أسلوب واقعي غرافيكي اقترب من فن البوستر وعكس حساسية عالية لدى الفنانة تجاه المواضيع الانثوية وقوة في التقنية التي تعمل على تطويرها وتقديمها بشكل خاص بها لا يشبه غيره من الأساليب لدى الفنانين الآخرين رغم تعدد المحاولات في هذه المدرسة.

10حشد كبير من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن التشكيلي حضر ختام الملتقى حيث كرم وزير الثقافة في نهاية الاختتام الفنانين المشاركين بتقديم شهادات تقدير لهم واطلع الحضور على الأعمال المعروضة في قاعة العرش بقلعة دمشق ما زاد من ألق الحدث الفني وأعطاه بعدا حضاريا أكبر كما ساعد وجود طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقية وغيرهم من الفنانين الشباب من مختلف الأكاديميات الفنية السورية الرسمية والخاصة في المعرض على إشاعة أجواء من الحيوية مع التفاؤل بحجم الإقبال الجماهيري على الفعاليات التشكيلية ويعكس نجاحها.

11حالة من العطش لأي منتوج فني إبداعي سوري تعكسه هذه الملتقيات الفنية التي تقيمها وزارة الثقافة من خلال الإقبال الجماهيري عليها نتيجة الوعي لأهمية الفن في الارتقاء بالذائقة البصرية والفكر لدى المتلقي السوري وخاصة لدى الفئة الشابة والتي هي في طور التعلم والتثقف الفني ما يشكل حاجة أكبر لزيادة هذه الفعاليات ورعايتها من مختلف الجهات الرسمية والخاصة والتعاون في اقامتها وتسويقها.

محمد سمير طحان

مونتاج: نغم نقول

انظر ايضاً

ختام ملتقى التصوير الزيتي بقلعة دمشق-فيديو

مونتاج: نغم نقول