الشريط الإخباري

شراء النفوذ.. ومصنع الإرهاب- صحيفة تشرين

بينما يجري الحديث في أروقة التحليل السياسي عن تلك الاستدارات التي تحمل في طياتها تغيرات في التعاطي مع الحرب على سورية والمنطقة، تبعاً لما يحدده منظار الرؤية السياسي الذي يعود إلى انكشافات أغطية الأهداف والأجندات، ومن هو المستفيد، وما هي الآفاق التي خططت لذلك، والتي باتت تقدم دولاً بعينها وراء كل ورقة من أوراق الإرهاب المستخدمة هنا وهناك؟ وما هي في النتيجة إلا الدائرة الإرهابية نفسها التي يدور في بوتقتها من صنع هذا الإرهاب ودعمه وغذّاه وموّله.. يبدو حديث الغرب عما تؤكده عشرات العناوين في آلية استرجاع ذاتية للتحليلات التي يمكن أن تعود على من قدم هذه الصناعة الإرهابية ذات الماركة الحصرية المسجلة باسمه، وبالأهداف التي بدت محسوبة بدقة، لكن الخيط الذي ارتكز على العديد من الاتجاهات، وصل إلى مرحلة القطع، وهو ما يعرف حالياً بتقلبات الأوراق وخلطها، والتي خلقها الميدان الفعلي في عدة مناطق التهبت للأهداف والغايات الاستعمارية الحديثة المبيتة، ومنها سورية واليمن والعراق، مع اختلاف التوجهات والوسائل والطرق، لكن الأهداف واضحة بسمت الدائرة المنصف، المستهدف لسورية واسطة العقد الجغرافي، واستغلال كل الأوراق المؤدية إلى محاولة ضرب الدولة السورية، ومعطيات مقاومتها ووجودها.

فالسعودية، وآلها، قد كشفت وجهها في استذكار لمحاولاتها عبر نصف قرن، واستخدام ثروتها النفطية لبناء لوبي في أمريكا لشراء النفوذ، وذلك عبر تقديم الأموال لـ «إسرائيل»، إذ كشف الباحث الأمريكي روبرت باري في موقع «كونسر تيوم نيور» ما نقله عن محللين استخباراتيين أمريكيين أن السعودية قدمت في عامين ونصف العام لـ «إسرائيل» حوالي ستة عشر بليون دولار على الأقل، وذلك عبر دولة عربية- لم يذكر اسمها- قامت بوضع تلك الأموال في حساب «التنمية» الخاص بـ«إسرائيل» في أوروبا لتمويل مشاريع البنية التحتية داخل «إسرائيل»، وذلك بغية شراء اللوبي المؤيد لـ«إسرائيل» إلى صفها أيضاً، مشيراً -أي الكاتب الأمريكي- إلى أن المال السعودي جعل «نتنياهو» يتحدى أوباما، ويحشد أعضاء الكونغرس ومسؤولين أمريكيين للعمل على إفشال الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «خمسة + 1».. ومؤكداً في الوقت نفسه، أنه كان مفاجئاً للمراقبين أن «إسرائيل» عبـّرت عن تفضيلها لمسلحي القاعدة «التكفيريين الوهابيين» المدعومين من السعودية.

وإذا نظرنا إلى هذه المعطيات بعين المتفحص، نستطيع أن ندرك لماذا تقوم «إسرائيل» برعاية التكفير الوهابي السعودي، وتفضله على كل شيء، بما يبدو من رعايتها الكاملة للعصابات الإرهابية المدعومة من آل سعود حصراً.

وأيضاً نستطيع أن ندرك لماذا سارعت «المعارضة السورية»، التي سميت بالمعتدلة، إلى المباركة لنتنياهو والتمجيد لـ«إسرائيل» على مختلف النواحي.. وتالياً ما قدمته وتقدمه «إسرائيل» من باب التحالف الأزلي مع السعودية الذي وصل حدّ مشاركة الطيران الإسرائيلي في القصف العدواني على اليمن، والهدف بالتأكيد هو السيطرة الكاملة على مقدرات الوطن العربي، وطمس هويته التي بتنا نرى صورها في ماتقوم به هذه العصابات من تحطيم للتراث الموغل في التاريخ، وبما تقوم به على مذهبة الصراع وتفتيت المجتمع إلى اثنيات وعشريات، تماماً كما خططت لها أقبية موسادها، وشياطين المال العالمي من الصهيونية، التي يعد رجال اقتصادها الأكثر نفوذاً وتأثيراً في السياسة الأمريكية.

وليس غريباً أن يكون أول أسماء الدول الداعمة لـ«داعش» حسب الخارجية الأمريكية، السعودية، في منطق نسي معه الأمريكان أن يقولوا هذه صنيعتنا، ودعمها واجب علينا، بما خلفه التمويل النفطي السعودي للوبي الصهيوني العالمي، ولصناع القرار في أمريكا، ومن فَمِ كتّابهم ومحلليهم تؤخذ المعلومة الدقيقة، في مَنْ صنع الإرهاب، ومدّه.

بقلم رغداء مارديني

انظر ايضاً

الفاو: مليار شخص في أفريقيا يفتقرون لأنماط غذائية صحية

روما-سانا حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” من أن أكثر من مليار شخص في …

اترك تعليقاً