الشريط الإخباري

مؤتمر سورية إلى إعادة البناء يستعرض انتهاكات الإرهابيين

دمشق-سانا

تركزت محاور الجلسة الثانية من المؤتمر الدولي الذي تقيمه جامعة دمشق على مدرجها تحت عنوان “سورية إلى إعادة البناء” حول انتهاكات ومجازر التنظيمات الإرهابية ضد الشعب السوري واستعراض شهادات حية لمأساة معلولا وجامعة دمشق من الإرهاب وملف المفقودين والآثار البيئية الناجمة عن هذه الانتهاكات على قطاع النفط في سورية.

2

وقدم البروفيسور ديلان هايز عضو وفد “دعاة السلام” الذي يزور جامعة دمشق حاليا عرضا عن أبرز الانتهاكات والجرائم والمجازر وأعمال القتل والإبادة التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن والسريان بهدف محو ثقافتهم وحضارتهم وتاريخهم وتراثهم معتبرا أن “ما يتعرض له الشعب السوري اليوم نوع من الإبادة على يد قتلة ومجرمين جندهم العثمانيون الجدد”.

وقال البروفيسور هايز “إن أساس منهج التنظيمات الإرهابية القتل والذبح وتدمير الحضارة لأنهم ينتمون لمجتمعات ودول لا تمتلك أي قيم أو ثقافة أو حضارة وهذا يتجلى في الأعمال الإجرامية التي يقومون بها بمختلف المدن السورية والعراقية”.

وطالب هايز بمحاسبة مرتكبي المجازر و”قتلة العصر الحديث” على أعمالهم الإجرامية داعيا السوريين إلى عدم الاستسلام والحفاظ على وطنهم وحضارتهم والتسلح بالإيمان من أجل الانتصار لبلدهم.

5

بدورها اعتبرت المدرسة في المعهد العالي للغات بجامعة دمشق الدكتورة نورا اريسيان في محاضرتها “الإبادة الأرمنية جريمة مستمرة” أن أعمال الإبادة “كانت ترمي إلى وقف نمو وازدهار الأرمن” في إطار سياسات العثمانيين لتتريك الأقليات العرقية وطمس ثقافاتهم.

وأضافت إن إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية لا يتركز على الماضي بقدر ما يعد مطلبا دوليا ودعوة إنسانية حتى لا تتكرر أعمال إبادة في دول ومناطق مختلفة من العالم داعية إلى محاسبة وملاحقة مرتكبي المجازر والاعتراف الرسمي بوقوعها والتعويض من قبل الدولة التركية عن الإضرار التي تكبدها الشعب الأرمني وإعادة الممتلكات المصادرة إليه.

وأشارت الدكتورة اريسيان إلى الدعم والعون الذي قدمه الشعب السوري للأرمن الناجين إبان فترة المجازر التي ارتكبها العثمانيون من خلال إيوائهم وتقديم المسكن لهم وحمايتهم إلى أن استقروا في المدن السورية وشاركوا في بناء وازدهار سورية.

4

من جهته تطرق المدرس في شعبة تعليم اللغة الآرامية بمدينة معلولا جورج رزق الله إلى الماساة التي حلت بالمدينة جراء الإرهاب في العام الماضي والدمار والخراب الذي نتج عنه معتبرا تعرض المدينة لهذه الهجمة البربرية الظالمة وحرق ونهب وانتهاك أماكنها المقدسة استهداف لنسيجها السكاني والعمراني الفريد من نوعه.

وقال رزق الله إن شعبة تعليم اللغة الآرامية في معلولا كانت أول من اكتوى بنار الإرهاب وأعمال التخريب وتحطيم محتوياتها وإحراق مكتبتها التي امتلكت كتبا ومخطوطات نادرة لأن المعتدين جهلة وضد العلم والحضارة والتقدم مستعرضا بعض المشاهد لدور العبادة والمنازل المتهدمة بسبب الإرهاب.

في سياق آخر أشار محمد العمري من وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية إلى أهمية المصالحات ودورها في مرحلة إعادة الإعمار من خلال تهيئة الظروف الموضوعية لإطلاق العملية السياسية التي تنتهي بدورها بمؤتمر شامل للمصالحة والحوار الوطني وفق البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية فضلا عن أن إنجاز المصالحات وعودة الأمان للمناطق يشجع المواطنين السوريين على العودة لديارهم والمساهمة في إعادة إعمارها.

وتحدث العمري عن متابعة الوزارة وتنسيقها مع الجهات والمؤسسات الرسمية الأخرى فيما يخص ملف المفقودين ابتداء من توثيق الحالات وانتهاء بمعرفة الظروف التي حصلت فيها حالة الفقدان ووصولا لمعالجة الملف مبينا أن المصالحات المحلية تجرى اليوم في 50 منطقة في الأرياف والمدن بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها ومختلف المؤسسات.

ولفت إلى مرامي التنظيمات الإرهابية من خطف المواطنين ومنها إحداث شرخ في علاقة المواطن بمؤسسات الدولة والخطف بهدف طائفي والخطف للاستخدام غير الإنساني كدروع بشرية في أعمالهم القتالية إضافة للخطف لاغراض مادية بحيث يصبح مصدرا لتمويل الإرهاب.

بدوره قدم مدير سلامة الغلاف الجوي بوزارة الدولة لشؤون البيئة المهندس ثائر الضيف عرضا عن تعدي واستيلاء التنظيمات الإرهابية على خطوط وآبار النفط في المنطقة الشرقية وما تمارسه من عمليات حرق وتكرير النفط بطرق بدائية لا تراعي معايير الصحة والسلامة مسببة تلوثا كارثيا أصاب البيئة المحيطة وأدى لتدمير كل مظاهر الحياة فيها.

وأضاف إن تكرير النفط بطرق بدائية وعشوائية يؤدي لانتشار كميات هائلة من الملوثات ولا سيما الغازية والسائلة إضافة إلى الإشعاعات المرافقة لعملية استخراجه في الأوساط البيئية من هواء وتربة وماء كما يؤدي لارتفاع ملوثات الهواء الرئيسية وغازي الهدروجين والميتان وجسيمات صلبة قد تحوي معادن ثقيلة مشيرا إلى انتشار الدخان الناجم عن عمليات التكرير في الجو وظهور غمامة سوداء جاثمة بشكل دائم ليلاً نهاراً على كامل تلك المنطقة.

6

وأكد الضيف أن الممارسات التي تقوم بها المجموعات المسلحة في المنطقة الشرقية ونتائجها الكارثية على كل الأصعدة الصحية والاقتصادية والبيئية ستتفاقم مع مرور الزمن وتتعدى الحدود المحلية مؤثرة في البيئة المحيطة والبيئة العالمية ولا سيما جراء انبعاث غاز الكربون الذي تعمل الدول مجتمعة على تخفيضه من خلال الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية.

بدوره تطرق الدكتور جندب زعرور من كلية الهندسة المدنية إلى الأضرار المادية والبشرية التي لحقت بقطاع التعليم العالي بشكل عام وجامعة دمشق بشكل خاص.

وأوضح زعرور أن قيمة الأضرار المادية التي تم إحصاؤها بلغت 3ر3 مليارات ليرة سورية في مؤسسات التعليم العالي والمشافي الجامعية في حين قدرت الأضرار التي لم يتم إحصاؤها بـ 5ر5 مليارات ليرة بينما بلغت قيمة السرقات المادية للتجهيزات والسيارات 40 مليون ليرة والخسائر البشرية 126 شهيدا و80 مخطوفا.

وبين زعرور أن قيمة الأضرار بجامعة دمشق قدرت بـ 100 مليون ليرة وتمثلت بتدمير االبنى التحتية لبعض الكليات والمعاهد إضافة لفقدان 40 طالبا و20 من أعضاء الهيئة التدريسية و14 عاملاً.

واستعرض زعرور أهم التجارب العالمية للاستفادة منها في إعادة تأهيل وإعمار البنى التحتية مؤكداً أن إعادة الإعمار مسؤولية الجميع وأن للطلبة دور أساسي في هذه العملية على المستوى الثقافي والعمراني والعلمي.

وكانت فعاليات مؤتمر “سورية إلى إعادة البناء” الذي تقيمه جامعة دمشق انطلقت أمس بمشاركة وفود وجهات بحثية عربية وأجنبية وتستمر حتى 26 الجاري.

اترك تعليقاً