الغرب يبتلع ملح سوليدار.. بقلم: عزة شتيوي

هي البلدة اللغز التي طالما رش الرئيس الأوكراني زيلنسكي الملح من أنفاقها على تصريحاته فاستعذب الغرب كذبة انتصاراته بها، ووعده بالمزيد من الدبابات القادمة من أوروبا وأميركا على خطوط التهويل الإعلامي لما يجري في أوكرانيا ومسرحية أن دعم الناتو لن يقهر هناك أمام روسيا.

سقطت سوليدار، وأعلن الجيش الأوكراني انسحابه وباتت هذه البلدة مفتاح روسيا إلى باخمون ومنها إلى كامل دونباس.. التوقعات أن التعزيزات الروسية من الحدود البيلاروسية لأوكرانيا قد تفضي بالنهاية إلى شطر أوكرانيا، ومحاصرة كييف، وقطع الإمدادات من بولندا، المعركة تتجه لكسر عظم الناتو على الحدود الأوروبية.. والغريب أن أوروبا وأميركا لا تزالان تمارسان العنترية الإعلامية، واستعراض عضلات الإمدادات العسكرية التي لم تظهر على ملامح الجيش الأوكراني..

يرى البعض أن هناك نقلة نوعية في العملية العسكرية الخاصة لمصلحة الروس في أوكرانيا.. النقلة حطمت العوامل الغربية التي قامت عليها الحرب أساساً هناك.. فالجيش الأوكراني الذي راهن الغرب عليه وامتطاه حصاناً لم تحمل قوائمه حتى الدعاية الغربية وإشاعات الإعلام الغربي لهزم روسيا.. أما عامل الإمداد بمليارات الدولارات من الأسلحة الأميركية والأوروبية فكان الأكثر غرابة في تضخيمه وفشله.. إذا كانت كل هذه الأسلحة تذهب إلى الجبهات الأوكرانية فأين مفعولها.. ثمة تقارير تتحدث عن وصول 30 بالمئة فقط من السلاح الغربي إلى أوكرانيا، وما تبقى من مليارات الدعم الأميركي لكييف لا يغادر أميركا بل يصرف الدعم لأوكرانيا على شكل بنود للمراقبة وغيرها لإعادة إنتاج الأسلحة في البنتاغون.. أميركا تحارب بالصحف والإعلام، وربما لا تستمع لنصائح موسكو التي قالت إن أوكرانيا ستصبح محرقة الدبابات الغربية، لذلك لا داعي لأن تشتم واشنطن وأوروبا تلك الروائح، فأوكرانيا أصبحت رأس حربة صدئة لن يتمكن بايدن من طعن موسكو بها بعد الآن، وخاصة بعد أن ابتلعت أوروبا مدن ملح سوليدار في كذبة زيلنسكي، وكذب الإعلام الأميركي عن حكاية سلاح الورق الأطلسي..