عرس الزيتون يحيي يوم الأرض في دار الأوبرا السورية- فيديو

دمشق-سانا

غصن زيتون كان هو مهر العروس ومهر الأرض أيضاً في العرض المسرحي الغنائي الراقص “عرس الزيتون” الذي قدمته فرقة نداء الأرض الفلسطينية أمس على مسرح دار الأوبرا السورية حيث تروي هذه الاحتفالية حكاية قرية فلسطينية تلتحم فيها أفراح الأرض وأفراح الإنسان في مزيج تراثي وتفاصيل تراثية تقاوم أعداء الأرض وأعداء الحياة.

الأديبة إيمان عيسى مؤلفة “عرس الزيتون” افتتحت هذا العرض بكلمة قالت فيها “ها قد نبتت لك اليوم ساقان فامض..ولا محطة للوقوف..تلك إشارة الزمن إلى يوم الأرض..فكم يوم أرض مر لندرك أن ما مضى لم يكن عادياً وأن الماضيين لم يكونوا كذلك..هاتوا قميص الأرض ليتعطر بأسمائهم..هاتوا أحلامكم وألوانكم وكل ناقص ليكتمل عندهم..هاتوا أغانيكم..وحدهم من يعرفون ألحانها وعلى أي وزن تكون..ها قد نبت لك في مثل هذه الإشارة جناحان..فارقد بخلود وسلام ترى كم يجب أن نكون شهداء لنعيش ذلك ونستحقه”.

العرض الذي حمل عنواناً موحياً لخضرة الأرض العربية وعطائها قدمه الفنان محمد عيسى في مهمتي الكريوغراف والإخراج مقدماً عشر لوحات جاءت من صميم التراث الفلسطيني ماراً على كل ملامح هذا التراث الإنساني الضارب في القدم من عكا إلى صفد واللد والرملة وحيفا داخلاً إلى القدس القديمة وبيت لحم مهد المسيحية الأولى وذلك عبر لوحة الفناجين التي تبعتها لوحة بعنوان “لقاء” برزت فيها قدرة الفنان عيسى على توليف عناصر الزي والإضاءة لخدمة الجسد الراقص وتكثيف الأغنية والموسيقا التي وضعها الفنان رمضان بركات الذي قام بصياغة قالب موسيقي لافت لأقدام راقصي فرقة نداء الأرض التي أعادت الدبكة الفلسطينية إلى واجهة العروض الفنية الكبرى.

لوحة الطلبة كانت هي الأخرى من صميم المسرحية الراقصة ليعقبها كل من لوحات “حناء العروس و لوحة المؤامرة ولوحة التعليلة” حيث أعاد مخرج العرض ومصمم رقصاته الذاكرة الراهنة إلى مشاهد كثيفة من الحياة الفلسطينية قبل مجيء الاحتلال الصهيوني عبر عراقة الإنسان العربي في فلسطين وقدرته على تدوين مفرداته الشعبية التي يحاول العدو الإسرائيلي اليوم سرقتها ونسبها إلى نفسه في محاولة يائسة لتزوير التاريخ والجغرافيا.

كما قدم “عرس الزيتون” لوحة حملت اسم “الزيتون” تلتها لوحة “تنفيذ المؤامرة” ليختم مخرج العرض بلوحة “بكاء أرض الزيتون” ولوحة “العرس” واللتين جاءتا بمثابة إعلان لحياة جديدة وأمل بتحرير الأرض والإنسان وذلك عبر حركة رشيقة وقوية ومنسابة لمجاميع راقصي الفرقة الفلسطينية وعبر سينوغرافيا الفنان محمد كامل.

يذكر أن الفنان محمد عيسى درس في مدرسة الباليه في المعهد العالي للفنون المسرحية وهو من مؤسسي فرق راقصة عديدة ومدير ومؤسس فرقة “إيمار” للمسرح الراقص أما فرقة نداء الأرض فقد تأسست عام 2003 وكان الهدف من ذلك استكمال التعريف بالتراث والهوية الفلسطينية من خلال العروض الفلكلورية الفلسطينية حيث قدمت الفرقة عدة عروض كان أبرزها “عرس التحدي..رسائل سريعة..الموروث..الوصية” كما مثلت الفرقة فلسطين في معرض دمشق الدولي ومهرجان الباسل ومهرجان بصرى والأنيسكو ببيروت ويوم اللاجئ العالمي ومهرجانات أخرى في هنغاريا وبلغاريا والجزائر.

سامر إسماعيل