الشريط الإخباري

آلة العود.. بين التاريخ والمكونات- فيديو

دمشق-سانا

آلة العود من أقدم الآلات الموسيقية الشرقية، وأحد الأركان الرئيسية للموسيقا العربية على مر التاريخ، حيث احتل عازفوها مكانة مرموقة ومنزلة كبيرة، وهذا ما يفسره ظهورها في اللوحات الجدارية الأثرية للحضارات العربية المتعاقبة.

يعتبر فتح العرب لبلاد الأندلس سبباً لانتقال آلة العود إلى الغرب ودخولها الثقافة الموسيقية الغربية، ومن ثم ازدهارها في القرون الوسطى في أوروبا، وخاصة (عصر النهضة)، والذي يوصف بـ “العصر الذهبي للعود”، حيث بلغت الآلة أوج تطورها وذلك وفق الباحث في الآلات الشرقية القديمة عيسى عوض.

وأوضح عوض في تصريح لـ سانا أن آلة العود ظلت بصورتها العريقة لفترة طويلة قبل أن يدخل عليها الكثير من التعديلات لتتناسب مع الموسيقا الأوروبية متعددة التصويت، حيث قامت عليها نهضة موسيقية غنائية، وكان لها دور أساسي في التدوين الموسيقي، فقد بنى الفلاسفة أمثال الكندي، والفارابي، وابن سينا نظرياتهم الموسيقية مستعينين بآلة العود كأساس لها، كما استعان صفي الدين الأرموي بالعود في طريقة التدوين الجدولي.

وعن هيكل العود وأجزائه ذكر عوض أنه يتضمن (الصندوق المصوت) أو (القصعة)، والذي يصنع من أكثر من نوع من الخشب ذي الكثافة العالية كالزان والجوز والصاج، ويقوم على تضخيم الأصوات الناتجة عن اهتزاز الأوتار، ويتكون بدوره من ثلاثة أقسام وهي “الأضلاع، الكعب الأمامي والكعب الخلفي”، ويطلق عليه البعض اسم “ظهر العود”.

أما “الصدر” أو “الوجه” فهو عبارة عن قطعة رقيقة من الخشب يتراوح عرضها ما بين 7 و10 سم تقريبا، وسماكتها ما بين 2و3 مم، يتم فيه إنشاء فتحات يطلق عليها “الفتحات القمرية”، لها علاقة بمستوى صوت الرنين وقوته.

“الفرس” وهي قطعة خشبية تصنع من الخشب الصلب لتتحمل قوة ربط الأوتار، وتنقل ترددات الأوتار بشكل سريع على وجه العود.

“الرقبة أو زند العود” وهي الموقع الذي يضغط عليه الفنان على الأوتار ويصنع من الخشب نفسه الذي صنع منه ظهر العود، ويتراوح طوله ما بين 20 و21 سم، وعرضه من جهة القصعة 5.5 سم، ومن جهة مربط الأوتار 3.5 سم.

وأيضاً “الأنف أو العضمة” وهي عبارة عن قطعة صغيرة تصنع من الخشب أو العظم أو العاج أو البلاستيك، تقع في منطقة رأس زند العود من جانب المفاتيح لتستند عليه الأوتار، والتمكن من رفعها عن الزند، ما يسهم في نقاء الصوت.

“المفاتيح أو الملاوي” وهي اثنا عشر مفتاحاً وتستعمل لشد أوتار العود، إضافة إلى “الأوتار الثنائية”، ويكون عددها خمسة أو ستة، وأخيراً “الريشة” وهي الجزء المسؤول عن العزف، حيث ينتج صوت الرنين بمجرد احتكاكها مع الأوتار، وتختلف حسب مادتها التي صنعت منها حيث يفضل البعض استعمال ريشة العاج، لكونهم يعتبرونها أفضل، وتقوي الصوت وتوضحه بشكل أكبر من الريشة العادية.

يذكر أنه وبعد الانتهاء من صناعة العود يتم صقله بأكمله بواسطة ورق الزجاج الناعم، ليتم بعدها طلاؤه بشكل نسبي بمادة خاصة تسمى “الدملوك أو الكامليا”، وهي مادة شفافة تعطي العود بريقاً مع احتفاظه بلونه الخشبي الأصلي، وذلك بغرض الحفاظ عليه لوقت أطول، ومنع وصول الرطوبة إلى أجزائه.

خضر سليمان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الشاب ضياء الظاهر.. موهبة واعدة بالعزف على آلة العود

درعا-سانا لم يتوقف الشاب ضياء الظاهر من قرية خربة غزالة في محافظة درعا عن تنمية …