الشريط الإخباري

قلعة الحصن عبر العصور التاريخية.. محاضرة رجا الحولي بثقافي حمص

حمص-سانا

استعرض الباحث والمؤرخ الدكتور رجا الحولي المراحل التاريخية التي مرت بها قلعة الحصن الأثرية منذ بنائها والحروب والمعارك التي شهدتها.

وقال الحولي في محاضرة استضافها المركز الثقافي بحمص في إطار البرنامج الأسبوعي لجمعية العاديات التاريخية الأثرية وجاءت تحت عنوان “قلعة الحصن عبر العصور التاريخية” إن قلعة الحصن تعد معقلاً حصينا يروي أمثولات من التاريخ ويصور لنا لوحات من الرجولة حمت تراثنا وصانت تاريخنا.

وعن البدايات الأولى لقلعة الحصن سرد المحاضر أنه استناداً إلى المؤرخين ثمة مستوطنات صغيرة شغلت المنطقة المجاورة لموقع الحصن ولربما كان أحدها مدينة شبطون أو سبتة التي دمرها رمسيس عام1296 قبل الميلاد أثناء عبوره وادي الدير قادما من عمور قرب طرابلس لملاقاة الحيثيين في سهل البقيعة وكان على التل المجاور تحصينا يشغله الحثيون شيد من الحجر البازلتي الأسود في العهد العباسي وبعد فترة زمنية بعيدة قام شبل الدولة مرداس امير حمص في العهد العباس بإسكان حاميته فيه ليطلق عليه اسم حصن الأكراد.

2

ثم روى الحولي محاولات الاحتلال الأجنبي للقلعة واستردادها واهم المعارك التي شهدتها قلعة الحصن عبر التاريخ وأبرزها المعركة التي وقعت إثر هجوم الصليبيين على القلعة وانتهت بتسلم الحصن إليهم عام 1102 للميلاد ثم المعركة الطاحنة التي دارت بين السلطان نور الدين الزنكي والصليبيين وغارات العرب المتكررة عليها حتى استردادها عام 1271 للميلاد على يد الظاهر بيبرس الذي قام بنفسه بإعادة إعمارها وهو ما منحها أهمية استراتيجية حيث حولها إلى مركز لتجميع قوات السلطان قبل توجهها إلى الساحل.

وأشار إلى أنه فوق مدخل القلعة مانزال نشاهد شعار الملك الظاهر وهو عبارة عن صورة أسدين منحوتين وقوفاً واندثرت آثار أحدهما بسبب التأكل إلى جانب عوامل بشرية.

وأوضح أنه أثناء استيلاء الصليبيين على القلعة استخدموا الأطباء والعمال والحرفيين من أهل المنطقة وزينوا المنازل بالزجاج السوري ولجأوا للتفاهم مع الرعايا المقيمين من العرب بسبب حاجتهم اليهم لافتا إلى أنه قبيل مجيء القائد صلاح الدين الأيوبي إلى القلعة شهدت الأخيرة مراحل إعادة إعمار وتحصين حيث دعمت بحلقة السور الخارجي.

واليوم لا تزال قلعة الحصن واحدة من أجمل القلاع العالمية التي قصدها ملايين السياح الذين عبروا عن إعجابهم بتصميمها وقوتها حيث صمدت على مر العصور أمام هول المعارك والتحديات لتبقى حصناً منيعاً يمثل مسرحاً للحضارات الإنسانية التي توالت على سورية وشاهدة على الآثار الفريدة التي تكتنزها بلادنا.

حنان سويد