على وقع أزمة أسعار الطاقة… خطة أوروبا لخفض استهلاك الغاز تدخل حيز التنفيذ

لندن-سانا

دخلت الخطة الأوروبية لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15 بالمئة حيز التنفيذ اليوم وسط تصاعد أزمة أسعار الطاقة في القارة العجوز.

وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن التكتل الأوروبي المكون من 27 بلداً بدأ بالتطبيق الفعلي لخطة خفض استهلاك الغاز التي تم الاتفاق عليها قبل أسبوعين في محاولة لتعزيز احتياطات الغاز قبل شتاء يتوقع أنه سيكون صعباً للغاية بالنسبة للأوروبيين الذين يحبسون أنفاسهم مع تفاقم أزمة الأسعار وانخفاض إمدادات الطاقة من روسيا.

ووفقاً للخطة فإن دول الاتحاد الأوروبي ستحاول خفض استهلاك الغاز بنسبة 15 بالمئة على الأقل بين آب الجاري وآذار العام المقبل بناء على معدل الكمية التي استهلكتها على مدى السنوات الخمس الماضية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض دول الاتحاد الأوروبي حظيت باستثناءات من وجوب اتباع هذه القاعدة بشكل صارم وهو ما أطلق عليه “خفضاً طوعياً على الطلب” وهذه الدول إما غير مرتبطة بالكامل بشبكة الكهرباء الأوروبية أو بخطوط أنابيب مع أجزاء أخرى من الاتحاد الأوروبي أو أنها غير قادرة على توفير ما يكفي من الغاز الواصل إليها عبر خطوط الأنابيب لمساعدة دول أعضاء أخرى.

ومع الضغوط المتزايدة التي يشعر بها الأوروبيون جراء العقوبات التي فرضوها على روسيا بذريعة عمليتها الخاصة في أوكرانيا رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الأشهر المقبلة ستشهد على الأرجح منافسة بين أوروبا وآسيا على الغاز المسال الروسي مؤكدة أن حرب الطاقة في أوروبا ستؤدي لأسعار عالية وتخلق اضطرابات اجتماعية.

وأوضحت الصحيفة أن الوضع في دول الاتحاد الأوروبي سيزداد سوءا مع اقتراب فصل الشتاء معتبرة أن “الجبهة الثانية في المعركة من أجل أوكرانيا انفتحت وهي حرب الطاقة في أوروبا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة سيجلب المصاعب إلى الاقتصاد الأوروبي الأمر الذي سيخلق اضطراباً اجتماعياً وهذا بدوره سيجلب إلى السلطة الأحزاب الشعبوية التي ستغير النخب السياسية في أوروبا وبالتالي تفكيك التحالف الغربي.

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى انسحاب حزب يميني من الائتلاف الحاكم في إيطاليا الشهر الماضي مبينة أن “الخيار الذي تواجهه العائلات الإيطالية بدفع فاتورة الكهرباء أو شراء الطعام رهيب وهذا ما دفع إلى استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي الذي سافر في حزيران الماضي إلى كييف لتأكيد دعم إيطاليا لأوكرانيا”.

وتوقعت الصحيفة أن يؤثر تدهور مستوى معيشة الأوروبيين في إصرارهم على دعم أوكرانيا مشيرة إلى احتمال أن تصل إلى السلطة في دول الاتحاد الأوروبي حكومات الأحزاب الشعبوية التي ستدمر التحالف الغربي.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency