الاحتلال الإسرائيلي يستولي على مساحات من أراضي البلدة القديمة بالقدس المحتلة

القدس المحتلة-سانا

بهدف تطويق البلدة القديمة في القدس المحتلة وفرض السيطرة الكاملة عليها استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مساحات واسعة من أراضي البلدة ومحيطها وسلمتها للمستوطنين بهدف تنفيذ مخططاتها الرامية لتهويد المدينة المقدسة في انتهاك للقرارات  الأممية التي تؤكد أن أي إجراءات يتخذها الاحتلال لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس لاغية وباطلة ويجب وقفها.

مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي أوضح في بيان أمس أن الاحتلال استولى على أراض وقفية في مناطق مختلفة بالبلدة القديمة ومحيطها وخاصة في محيط المسجد الأقصى ومنطقة القصور الأموية وقرب حيي وادي حلوة والثوري في سلوان جنوب الأقصى بهدف طمس معالمها وتغيير هويتها التاريخية التي تؤءكد حقيقة المدينة العربية الإسلامية والمسيحية مشدداً على أن الفلسطينيين سيواصلون العمل مع المجتمع الدولي لوقف انتهاكات الاحتلال السافرة للمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وزارة الخارجية الفلسطينية طالبت المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في ضمان تنفيذ قرارات الامم المتحدة مبينة أن الاحتلال يصعد عمليات الاستيلاء على أراضي وأملاك الفلسطينيين بالقدس وخاصة في محيط الاقصى في محاولة لضرب مرتكزات الوجود الفلسطيني التاريخي والديموغرافي والقانوني في المدينة وتهويدها في خرق فاضح للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

من جهتها أشارت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين إلى أن الاحتلال استولى على مساحات كبيرة في البلدة القديمة من القدس المحتلة كما حدث مؤخراً في المنطقة المحيطة بالأقصى التي تعود ملكية الأراضي فيها للأوقاف الفلسطينية وفي منطقة باب الخليل وساحة عمر بن الخطاب وحارة باب حطة التي تعود ملكيتها لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية مشددة على أن الفلسطينيين “مسلمين ومسيحيين” صامدون في عاصمتهم القدس ولن تثنيهم جرائم الاحتلال عن الدفاع عن مدينتهم وإرثهم وتاريخهم.

وفي تصريح لمراسل سانا أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن استيلاء الاحتلال على أملاك وعقارات الكنيسة الأرثوذكسية جريمة تهدف إلى إضعاف الحضور المسيحي في القدس وتهميشه لافتاً إلى أن العقارات الأرثوذكسية وخاصة في منطقة باب الخليل تشكل جزءاً من التاريخ والتراث المسيحي إضافة إلى كونها المدخل المؤدي إلى كنيسة القيامة وإلى البطريركيات والكنائس والمقدسات في القدس القديمة.

ولفت المطران حنا إلى أن استيلاء الاحتلال على أملاك الأوقاف الإسلامية والمسيحية وتسليمها للمستوطنين يندرج في إطار مخطط احتلالي عنصري للاستيلاء على المقدسات والنيل من طابع المدينة المقدس داعياً كل الضمائر الحية والأحرار في العالم إلى دعم الفلسطينيين في معركة الدفاع عن القدس وعروبتها وهويتها الوطنية.

وقال المطران حنا: “الاحتلال يريد تهجيرنا من القدس ولن يتمكن من تحقيق ذلك لأن أهالي القدس بكل مكوناتهم متشبثون بأرضهم ومدينتهم.. وستفشل مؤامرات الاحتلال الرامية لتغيير حقيقة أن القدس عربية.. فالاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن”.

من جهته أوضح مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أن حرب التهويد والاستيلاء على الأراضي والعقارات في القدس تمت على عدة مراحل منذ احتلال المدينة عام 1967 أولها كان التدمير والتجريف وتغيير المعالم ثم إقامة بؤر استيطانية في قلب المدينة المقدسة والتي تخللها الاستيلاء على منازل وعقارات الفلسطينيين بالقوة وتهجيرهم منها تحت تهديد السلاح وصولا الى المرحلة الحالية وهي الأخطر من خلال الاستيلاء على الأراضي والعقارات التي تتبع للكنيسة الأرثوذكسية والأوقاف الفلسطينية وتسليمها للمستوطنين لافتاً إلى أن الاحتلال استولى بالفعل على 35 بالمئة من أراضي الوقف الإسلامي والمسيحي في القدس.

وبين التفكجي أن الاحتلال استولى مؤخراً على 40 بالمئة من مساحة الأراضي الوقفية في البلدة القديمة بالقدس محذراً من أن هذا الأمر سيغير المشهد الحضاري والتاريخي والجغرافي للقدس وسيؤدي إلى تصفية الوجود الفلسطيني فيها.

ولفت التفكجي إلى أن الاحتلال يخطط أيضاً للاستيلاء على 2500 دونم من أراضي الوقف في محيط البلدة القديمة ومنطقة القصور الأموية الواقعة جنوب الأقصى وباب الساهرة وباب الخليل وعلى 350 دونماً في منطقتي جبل الزيتون والتلة الفرنسية المطلتين على الأقصى إضافة إلى الاستيلاء على عقارات بمساحات كبيرة في مناطق استراتيجية في بلدة قلنديا شمال القدس.

بدوره أشار رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان صلاح الخواجا إلى أن الاحتلال بدأ منذ عام 2004 بالاستيلاء على أملاك الكنيسة الأرثوذكسية التي تقدر بنحو 22 بالمئة من عقارات البلدة القديمة بالقدس كما يحاول الاستيلاء على جميع أملاك الأوقاف الفلسطينية بالمدينة لتسليمها للمستوطنين ضمن مخططاته لتهويد وتغيير معالم المدينة المقدسة وإحداث خلل ديموغرافي خطير فيها مطالبا المجتمع الدولي بتحرك فوري لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف حرب التطهير العرقي التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في القدس.

محمد أبو شباب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

مجلس الأمن القومي الإيراني: الاحتلال الإسرائيلي سيتلقى رداً أقوى عشرات المرات إذا واصل أعماله الشريرة

طهران-سانا أكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن كيان الاحتلال الإسرائيلي سيتلقى رداً أقوى عشرات المرات …