الشريط الإخباري

عبدي الأطرش.. عميد المتطوعين السوريين في السويداء و50 عاماً من العمل الإنساني

السويداء-سانا

مسيرة زاخرة بالعطاء عبر العمل التطوعي والإنساني على مدى أكثر من خمسين عاماً جسدها ابن السويداء الدكتور عبدي الأطرش الذي أصبح اسماً معروفاً وبارزاً أمام تفانيه وإخلاصه بالعمل ليكلل إنجازه مؤخراً بحصوله على درع عميد المتطوعين السوريين من قبل فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالمحافظة.

الدكتور عبدي 84 عاما ولد في قرية بكا ووفق حديثه لمراسل سانا فقد استمد من أبيه صياح الشاعر الشعبي وأحد مناضلي الثورة السورية الكبرى 1925 الكثير من المعاني والقيم في أعماله الإنسانية كما ترجم وصية والده بعد تخرجه كطبيب من جامعة دمشق عام 1964  بمساعدة الفقراء والمحتاجين حيث مارس مهنة الطب في عيادة خاصة بمدينة السويداء قدم عبرها آلاف المعاينات المجانية للمحتاجين مع تخصيص يوم الجمعة بالكامل لاستقبال المرضى وتقديم الدواء  لهم مجاناً واستمر بذلك حتى تقاعده من العمل بالعيادة عام 1999.

ويستذكر الأطرش خلال حديثه العديد من الحالات التي ركب فيها دراجة هوائية بمختلف الظروف الجوية لمعاينة المرضى داخل مدينة السويداء مجاناً إضافة إلى اسهامه عام  1971 مع عدد من زملائه بتأسيس فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالسويداء وممارسة العمل فيه كطبيب متطوع إلى أن ترأس الفرع من عام 1994 حتى 2020 وكان له الفضل في المساهمة بإحداث نحو 70 شعبة ونقطة تابعة لفرع الهلال بمختلف مناطق المحافظة إضافة إلى تدريب المتطوعين والمساهمة في تقديم منح جامعية للطلاب المحتاجين من مختلف الاختصاصات مع شغله عضوية المكتب التنفيذي لمنظمة الهلال بين أعوام 2002 و2010 لدورتين متتاليتين ورئاسة اللجنتين الإعلامية والصحية فيها.

سنوات من العمل التطوعي لإنجاز أعمال إنسانية مجانية أغنت حياة الأطرش ليستكملها مع بداية الحرب الإرهابية على سورية رغم أنه كان في العقد الثامن من العمر لكنه تابع العمل التطوعي مع فرق الهلال واستقبال الأسر الوافدة الى محافظة السويداء وتقديم الرعاية الصحية والنفسية والغذائية لهم.

الأطرش الذي يلقبه المتطوعون في الهلال الأحمر بالسويداء بالأب الروحي لهم منحته أسرة الهلال درع عميد المتطوعين السوريين تقديراً لمسيرته الإنسانية حيث أكد أن إيمانه بالتطوع لا ينتهي في حياته فهو رغم انتهاء مهامه في فرع المنظمة كرئيس لها إلا أنه مازال متواجداً في الهيئة العامة واللجنة الاستشارية لها لتقديم خبرته.

ونشر الدكتور عبدي مجموعة مقالات علمية وطبية في المجلة الطبية العربية وانتخب أمين سر لمجلس نقابة أطباء درعا والسويداء عام 1977 وعضواً لمجلس إدارة النقابة بالسويداء لثلاث دورات ورئيسا للجنة العلمية فيها.

وبعيداً عن الطب كان للاطرش مساهمات أخرى ترجم فيها حبه للتطوع وتكريس ثقافته حيث أسس ناديي السينما والفروسية في السويداء وجمعية أصدقاء البيئة وانتسب لجمعيتي تنظيم الأسرة السورية والرعاية الاجتماعية “بيت اليتيم” ونال عدة شهادات تقدير وتم تكريمه في عدة فعاليات محلية.

كما دخل الدكتور عبدي مجال الأدب بعدد من الإصدارات أولها ديوانه الشعري “الحسام” إضافة إلى ديوان “الغيمة الماطرة” و كتاب “أوراق من ذاكرة التاريخ وثائق ويوميات وأحداث” ويحضر حاليا لكتاب حول مسيرة حياته التطوعية بعنوان “محطات تطوعية في مسيرتي الإنسانية”.

عمر الطويل

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency