مواسم جني الوردة الشامية في النيرب.. طقوس خاصة وعادات موروثة

حلب-سانا

مع خيوط الشمس الأولى والندى يداعب شجيرات الوردة الشامية المنتشرة على مساحات واسعة في قرية النيرب بريف حلب الجنوبي الشرقي انطلق الفلاحون إلى جني محصول الوردة الشامية التي تزين حقولهم بألوانها الزهرية ذات الرائحة الفواحة والممتدة على المساحات المجاورة للحقول.

الزائر إلى حقول الوردة الشامية في قرية النيرب تأسره المساحات الواسعة للحقول ومدى الجمال الذي اضفته عليها الوردة التي باتت تحاكي تراثنا القديم والحاضر المتجدد بعد إدراجها على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” في العام 2019 وباتت جميع مكوناتها جزءاً من الهوية الثقافية والاجتماعية لسورية.

وفي تصريحات لمراسل سانا لفت المزارع عبد الغني سليمان وهو يتغزل بوردته أثناء عملية القطاف التي باشر بها في الخامسة صباحاً إلى أنه يشعر بمتعة تفوق أي شيء أثناء جني محصوله الذي انتظره نحو تسعة أشهر قضاها بالعناية والاهتمام بها لتتوالى عملية الإزهار من جديد.

قطافها للوردة لا يتعبها بل يشعرها بالنشاط والحيوية هذا ما أكدته خلود سليمان التي تعمل بقطاف الورود لافتة إلى أنها تحرص على القدوم إلى الحقل باكراً ومواكبة جني الوردة الشامية لكونها اعتادت منذ صغرها على مواسم القطاف وكيفية التعامل معها.

وفي حقل آخر أوضح المزارع محمود شرفو أنه اعتاد على الاهتمام بأرضه المزروعة بالورد على مساحة تبلغ 10 دونمات وسقايتها وتقليم شجيراتها وتعشيبها ليحصل على إنتاج يومي من الورد يسهم في تحسين معيشته بينما لفتت إيمان شرفو إلى حرصها على المشاركة في طقوس قطاف الورد مع ولدها لكونها باتت من عاداتهم الموروثة في القرية.

لم يلحظ المزارع علي أبو راس قدومنا بسبب اندماجه وعشقه للوردة فهي بالنسبة له كالولد تحتاج إلى العناية والمتابعة والاهتمام كي تعطينا ما نصبو إليه منها بينما عبر سيد أبو عمر وهو يقود شاحنته الصغيرة لنقل محصوله عن سعادته وشغفه بالوردة أملا بأن يكون المحصول وافراً هذا الموسم وأن يتم تقديم الدعم الكافي للوردة لتحقيق القيمة المضافة منها.

رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بمديرية زراعة حلب المهندسة كليزار طوبال بينت أن مساحة الأراضي المزرعة بالوردة الشامية في هذه القرية تتراوح بين30 و40 هكتاراً، وقد تضررت بسبب الإرهاب مساحة واسعة من الأراضي وأبعدت عن الإنتاج لكن مع إصرار الفلاحين ومثابرتهم على إعادة زراعتها بالعقل الصغيرة من الورود عادت الحياة لهذه البقعة واخضرت من جديد.

وأكدت طوبال حرص مديرية الزراعة على تقديم الدعم لجميع مزارعي الوردة الشامية نظراً لأهميتها الاستراتيجية كمحصول يعتمد عليه الأهالي حيث يتم تقديم الخدمات الإرشادية ومساعدتهم على آلية وكيفية التسويق لها مشيرة إلى أن كمية الإنتاج اليومي من الورود تبلغ حوالي 3 أطنان.

قصي رزوق وبريوان محمد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency