الشريط الإخباري

ندوة حوارية على هامش فعاليات مهرجان خطوات السينمائي

اللاذقية-سانا

تحدثت الكاتبة ديانا جبور مديرة المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني خلال ندوة حوارية عقدت صباح اليوم في المسرح القومي على هامش فعاليات مهرجان خطوات السينمائي الدولي للأفلام القصيرة عن صعوبة أن تكون فكرة الثقافة ومفرزاتها ذات ربحية حقيقية ولاسيما في الواقع الحالي الذي تمر به سورية.

ولفتت جبور إلى أن المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني لها توجه اقتصادي معين تبرز فيه صعوبة تحقيق الربح نظرا للأجور العالية للممثلين ومقاطعة العديد من القنوات للأعمال السورية الدرامية مؤكدة أن المؤسسة حافظت على المعايير الفنية والوطنية في عملها وحدت من فرص المتكسبين فانخفضت المنافسة غير المبررة مع الأشخاص أصحاب الموهبة ما ساعد على استقامة الأمور إلى حد ما.

وعن الفرق بين الدراما السورية قديما وحديثا لفتت جبور إلى أنه في السابق كانت سورية تنتج وتعرض على قنوات سورية لصناعة الرأي أما الآن فأصبحنا محكومين باللجوء إلى قنوات أخرى لنصل للجمهور نفسه مع اعتماد نظرية “أقدم البعض لأصل للكل خير من أن أقدم الكل دون أن أصل لأحد” مبينة أن المضمون والرسالة لم يتغيرا بجميع الأحوال فالمعايير المجتمعية أقوى من المعايير الأخرى والالتفاف عليها لا ينتج نصا سيئا لكون هذه العملية تحرض على الإبداع.

وعن الحاجة لتأسيس أكاديمية للسينما رأت جبور أن وجود أكاديمية للسينما أو معهد عال متخصص بهذا المجال أمر وحاجة ملحة ويحتاج لعملية تشبيك كبيرة وميزانية خاصة ومع هذا يمكن الاستعاضة ببدائل معنية كإقامة ورشات عمل ودورات متخصصة تملأ الفراغ المفقود في المشهد كالتصوير والغرافيك والمؤثرات مع الانتباه ألا يقع الشباب بفخ وهم الإنجاز في حال حصل على تميز معين أو شهادة ما لعمل ينجزه لأن المثابرة والتعلم المستمر يجب أن يبقيا قائمين في حياتهم لتطوير أدواتهم الفنية نحو الأفضل.

بدوره أوضح المخرج باسل الخطيب في مداخلته أن “هناك تحديات عديدة ماثلة أمام الشباب السوري الراغب بخوض تجاربه الأولى في عالم السينما لذلك يجب أن يتمسكوا بمقولة تدرس للطلاب في المعهد العالي للسينما في موسكو أنه لا يمكن لأحد أن يصنع منك مخرجا فعليك أن تؤسس لموقفك الواضح تجاه كل ما يجري من حولك فرحلة العمل بالسينما شاقة ومتعبة ومتاعبها تفوق نجاحاتها” منوها بالتجارب الجيدة التي استشعر بها في أفلام خطوات لهذا العام والتي تدل على مستقبل مبشر للشباب السوري في هذا المجال في حال استثمر موهبته بالشكل الصحيح.

وعن الفرق بين الدراما التلفزيونية والسينما أوضح الخطيب أنه عند كتابته لسيناريو الفيلم توجد آلية تلفزيونية في اللاوعي لديه نظرا لاختلاف السينما في بناء المشهد وصياغة الحوار وغيرها من التفاصيل دون إغفال أهمية التجربة التلفزيونية التي تساعد على تجاوز مختلف الصعوبات وطغيانها على عين المخرج وهذا يمكن تجاوزه بالتدريب ومشاهدة السينما والابتعاد عن أعمال التلفزيون.

وأشار إلى أن الكثير من المخرجين المبدعين لم تتح لهم فرصة الدراسة الأكاديمية وهذه مشكلة يمكن أن يتلافاها الشباب من خلال الاطلاع عما هو متاح عبر الانترنت والاجتهاد الشخصي وحضور التصوير والتعرف على وسائله فالعزيمة والثقة بالنفس مطلوبة ليصل الإنسان لما يريده في هذا الميدان كما أن الجهات المعنية في سورية كالمؤسسة العامة للسينما أتاحت مؤخرا للشباب فرصة توظيف مواهبهم عبر مشروع سينما دعم الشباب الذي يعد نقطة مضيئة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.

وأكد الخطيب في ختام حديثه أهمية ظهور روح المخرج الخاصة في أعماله وضرورة العمل المتواصل واقامة العلاقات في أي عمل فني معتبرا أن لجوء المخرجين الشباب في مهرجان خطوات للممثلين غير المحترفين لا ينقص من قيمة أعمالهم بل على العكس العمل مع ممثل ناشئ يكون أسهل وأمتع نظرا لحماسته الشديدة ورغبته بتقديم أفضل ما لديه أمام الكاميرا.