الشريط الإخباري

مركز التنمية العالمي: سياسات الدول الغنية حيال مشاريع المناخ (استعمارية ومنافقة)

لندن-سانا

كشفت دراسة لمركز التنمية العالمي عن انتهاج الدول الغنية سياسات استعمارية منافقة بشأن مشاريع المناخ مشيرة إلى أنها ستؤدي لترسيخ الفقر وزيادة انبعاثات الكربون.

وقالت الدراسة التي أجراها المركز والذي يعد مؤسسة بحثية غير ربحية ويتخذ من لندن مقراً له “في اليومين الأولين من شهر كانون الثاني الجاري كان المواطن البريطاني مسؤولاً بالفعل عن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون أكثر مما قد ينتجه شخص من جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام كامل”.

وتوصلت الدراسة التي سلطت الضوء على التفاوت الهائل في استهلاك الطاقة بين الدول الغنية والفقيرة الى أن كل بريطاني ينتج 200 ضعف وكل أمريكي ينتج 585 ضعف الانبعاثات المناخية للشخص الكونغولي العادي.

وأوضح معدو الدراسة أنه بحلول نهاية الشهر الجاري سيتجاوز الكربون المنبعث من شخص يعيش في بريطانيا الانبعاثات السنوية لمواطني 30 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل.

وقال إيوان ريتشي محلل السياسات في المركز “إن عمل المركز كان مدفوعاً بسياسة المناخ المنافقة للدول الغربية بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة التي تعهدت بوقف تمويل المساعدات للمشاريع القائمة على الوقود الأحفوري في الدول النامية”.

وأضاف ريتشي “تحليلنا يظهر أنه في غضون أيام قليلة فقط ينتج الشخص العادي في بريطانيا انبعاثات مناخية أكثر من الأشخاص في العديد من البلدان منخفضة الدخل في عام كامل وستكون مفارقة قاسية إذا لم تتمكن البلدان الأقل مساهمة في هذه المشكلة من الوصول إلى البنية التحتية للطاقة”.

بدورها قالت فيجايا راماشاندران مديرة الطاقة والتنمية في معهد بريكثرو في كاليفورنيا إن “الحظر الشامل على مشاريع الوقود الأحفوري في البلدان الفقيرة هو حظر استعماري وسيؤدي إلى ترسيخ الفقر ولن يؤثر على الحد من انبعاثات الكربون في العالم”.

وأضافت راماشاندران “من السهل جداً على الدول الغنية أن تفرض حظراً على تمويل الوقود الأحفوري على الدول الفقيرة بينما تزيد في الوقت نفسه من استهلاكها للوقود الأحفوري” مشيرة إلى أن ذلك نفاق وأمر مدمر للبلدان الفقيرة لأنها تحتاج إلى مجموعة واسعة من الطاقة لتغذية التنمية.

ووقعت العديد من البلدان بما في ذلك بعض البلدان النامية والمؤسسات المالية على تعهد بإنهاء الدعم العام لمشاريع الوقود الأحفوري الدولية ولكن ستكون البلدان نفسها قادرة على الاستمرار في تطوير استخدام الوقود الأحفوري داخل بلادهم فلدى الولايات المتحدة ما لا يقل عن 24 مشروعاً معلقاً للوقود الأحفوري تمثل أكثر من 1.6 غيغا طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المحتملة بينما تقوم بريطانيا بترخيص حقول نفط وغاز جديدة في بحر الشمال.