الشريط الإخباري

(وحش طوروس).. عمل مسرحي يبحث عن التجديد برؤية شبابية

السويداء- سانا

حاول المخرج الشاب وئام البدعيش التجديد في المسرح من حيث الإعداد والإخراج  بعمله الذي يحمل عنوان وحش طوروس ومواءمته مع البيئة المحلية ومفرزات الواقع عبر إسقاطات ورؤية إخراجية اكتنفها بعض المغامرة.

العرض الذي افتتح عروض فعاليات مهرجان السويداء المسرحي الخامس وضعه القائمون على المهرجان تحت الضوء خلال جلسة حوارية نقدية حيث اعتبر المخرج المسرحي زياد كرباج أن العمل متقن ومنسوج بخيوط جميلة لجهة أداء الممثلين الذين خرج بعضهم من الطور الواقعي إلى السخرية دون أن يذهبوا إلى التهريج بالتشارك مع أداء فني جيد للموسيقا والإضاءة.

ورأى الإعلامي معين العماطوري أن العرض حقق حالة إدهاش للجمهور وجاء أداء الشباب المشاركين فيه منسجماً ومقنعاً مع نص الكاتب عزيز نيسين حيث تم تحويله ليلامس هم المجتمع المحلي وإسقاطه على الواقع  ليتماهى مع الحالة الراهنة التي نعيشها في ظل ما أفرزته الحرب وهو ما يحسب للمخرج.

وبوجهة نظر أخرى اعتبر المسرحي فارس الحلبي أن فكرة تحول الشخص الضعيف الجبان إلى وحش طوروس الذي يهابه الجميع لم تتضح بشكلها المطلوب وأنه تم خلال العرض إقحام عدة إسقاطات من الواقع متسائلاً أن كانت خدمت العرض أم النص أم الجمهور.

الممثل والكاتب صالح عزام أشار إلى أن العرض اجتماعي وسياسي وكوميدي والإعداد جعل منه نصاً آخر وخلق في بنيته الفكرية مفارقة لجهة أن الوحش في النص الأساسي صنعه الواقع بينما نجده هنا مختلقا بأياد دخيلة جعلت منه وحشا معتبرا أن إسقاط ذلك على الواقع ككل فيه بعض التجني.

الممثل المسرحي هازار نوفل وجد نوعا من المخاطرة في تقديم عرض بهذه الاستطالة من الزمن مع الإشارة إلى بعض المسائل التقنية التي تتكرر على خشبة ليست بكامل شروطها ما يجعل الممثل يقع بمطبات لجهة طبيعة الصوت وموضوع الحركة على الخشبة ووجود جمل لم يفهمها كل المتلقين مع بقاء فكرة نيسين لوحش طوروس اقوى من رؤية المعد التي توجه بها بالمباشرة في آخر العمل.

وأشار الكاتب منصور حرب هنيدي إلى جودة أداء الممثلين وخاصة سمير البدعيش الذي أدى الشخصية الرئيسية ببراعة مع الإشارة إلى المغامرة الكبيرة للمخرج من خلال تحويل النص الأصلي من جاد إلى نص تطغى عليه الكوميديا.

عضو لجنة التحكيم الكاتب والممثل والمخرج المسرحي وليد الدبس رأى أن المخرج استطاع أن يتلمس الجوهر الحقيقي الذي يريده نيسن من النص عبر نقل الهم الإنساني واستخدامه مفردات خاصة بالبيئة المحلية.

واعتبر عضو لجنة التحكيم المخرج المسرحي رفعت الهادي أن من حق العرض بعد هذا الجهد والنقلة الفكرية لواقعنا أن يحقق نسبة عروض كبيرة على مساحة المحافظة.

مخرج العمل وئام البدعيش لفت إلى أن التجديد مطلوب في المسرح وقد ينجح بذلك أو يخفق حيث عمل على تأليف جديد للنص الأساسي وكتابته للواقع ضمن هذه المرحلة مع اتجاهه نحو الاستطالة في العرض واعتنائه بدراسة ما يربط الجمهور بالخشبة.

ومسرحية وحش طوروس عكست على مدى ساعة و45 دقيقة كوميديا سوداء تحاكي الواقع من خلال قصة “نوري” رب الأسرة الجبان الذي يفقد بطاقة هويته في إحدى رحلاته ويستفيد منها المجرم الملقب بوحش طوروس ليتستر بها خلف جرائمه وعندما يضطر الأب لتقديم شكوى في قسم الشرطة بسبب المالك الذي يريد طرده من المنزل تقبض الشرطة عليه بصفته وحش طوروس الخطير ثم يتم الإفراج عنه ويعتقد الجميع أنه فعلا ذلك الوحش ويعاملونه على هذا الأساس ليتحول بالنهاية إلى وحش فعلاً يقف بوجه الضغوط والمضايقات.

 غسان خيو

انظر ايضاً

الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” لمنع حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة