الشريط الإخباري

الفلسطينيون وموسم الزيتون.. صمود يقهر الاحتلال

القدس المحتلة-سانا

لجذورها الممتدة عميقا في الأرض منذ مئات السنين يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مفتوحة على أشجار الزيتون تارة يقتلعها وينهبها وتارة يقطعها أو يضرم النيران فيها ليتحول موسم قطاف الزيتون إلى معركة يكتب الفلسطينيون فيها بدمهم “صامدون هنا على أرضنا العربية الفلسطينية”.

اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه لا تستهدف الزيتون لأنه رمز من رموز الأرض والصمود فحسب بل هي محاولة لضرب الاقتصاد ومقومات وجود الفلسطيني على أرضه لاقتلاعه منها وتوسيع عمليات الاستيطان.

الخارجية الفلسطينية أكدت أن هذا المشهد الإجرامي الذي يجري أمام سمع وبصر المجتمع الدولي يتكرر على مدار العام وبشكل خاص قبيل وأثناء موسم الزيتون بهدف قطع العلاقة بين الفلسطيني وأرضه لافتة إلى أن بيانات الإدانة غير كافية ولا بد من ترجمتها بوضع عصابات المستوطنين على قوائم الإرهاب وباتخاذ خطوات عملية تلزم الاحتلال بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف جرائمه بحق الفلسطينيين وفي مقدمتها الاستيطان.

وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في الضفة الغربية غسان دغلس في تصريح لمراسل سانا أن المستوطنين نفذوا أكثر من 30 اعتداء على المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال جنيهم ثمار الزيتون في الأيام الخمسة الماضية مشيرا إلى أن معظم الاعتداءات تركزت في نابلس وسلفيت وتنوعت ما بين تقطيع أشجار الزيتون وحرقها وسرقة ثمارها ومنع المزارعين من الوصول لأراضيهم وخاصة تلك القريبة من المستوطنات التي يتم توسيعها بشكل مستمر.

وبين دغلس أن القوى الوطنية الفلسطينية أطلقت حملة شعبية تطوعية باسم “فزعة وعونة” لمساندة المزارعين خلال قطاف الزيتون ومواجهة المستوطنين وذلك تأكيدا على التمسك بالأرض ومقاومة كل محاولات الاحتلال الاستيلاء عليها رافعين شعار “باقون ما بقي الزعتر والزيتون في أرضنا منغمسون”.

وأشار دغلس إلى أنه ولأول مرة منذ استيلاء الاحتلال على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس وإقامته بؤرة استيطانية هناك قبل نحو خمسة أشهر تمكن أصحاب الأراضي الفلسطينيون ومعهم متضامنون وناشطون أجانب من الوصول يوم الأحد الماضي إلى قمة الجبل وقطف القليل من ثمار الزيتون ورفع العلم الفلسطيني قبل أن تعتدي عليهم قوات الاحتلال وتجبرهم على مغادرة أراضيهم.

من جهته أفاد رئيس مجلس قرية بورين نضال نجار بأن القرية التي تقع جنوب نابلس محاصرة بثلاث مستوطنات إسرائيلية ما يجعل حقول الزيتون الممتدة على مساحة 300 دونم فيها عرضة للسرقة والحرق والاستيلاء  فضلا عن القيود التي يفرضها الاحتلال على المزارعين للدخول إلى أراضيهم ففي هذا العام سمح للمزارعين بالدخول لأراضيهم أربعة أيام فقط لقطف الثمار من الساحة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا وهي مهلة لا تكفي لجني المحاصيل فبعض المزارعين يحتاج لأكثر من 15 يوما.

ولفت نجار إلى أن الاحتلال يعمد أحيانا إلى تأخير السماح للمزارعين بقطف ثمار الزيتون في المنطقة الشمالية والشرقية من القرية حتى منتصف تشرين الثاني القادم وغالبا ما يصل المزارعون أراضيهم حتى يعودوا لمنازلهم خائبين إثر سرقة المستوطنين الثمار.

وحال مزارعي الزيتون في القطاع لا يختلف عن حالهم في الضفة حيث أوضح محمد عواودة أن رحلة القطاف محفوفة بالمخاطر وممزوجة بالمعاناة  لتعمد قوات الاحتلال المتمركزة على أطراف القطاع الى إطلاق النار على المزارعين وقال.. نسمع صوت المسيرات والدبابات التي قد تطلق النيران صوبنا في أي لحظة وقد تعرضنا في السابق للعديد من عمليات الاستهداف لكننا ورغم المخاطر نتحدى الاحتلال ونصل أرضنا لقطف ثمار الزيتون التي ننتظرها طوال العام لأنها مصدر دخلنا الوحيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي.

من جهته بين المزارع أحمد عودة أنه لا يستطيع الوصول إلى حقل زيتونه الذي تبلغ مساحته 15 دونما شرق رفح جنوب القطاع لكثافة النيران التي يطلقها الاحتلال على كل ما يتحرك في المكان لافتا إلى أن جرافات الاحتلال تقتلع عشرات الأشجار خلال توغلها في الحقول لكن الفلسطينيين يحملون أرواحهم على أكفهم ويعيدون زراعتها.

من جانبه لفت منسق حملة “فزعة وعونة” في القطاع صابر الزعانين إلى أن الوصول لحقول الزيتون شرق القطاع رحلة موت حيث لا ينقطع رصاص الاحتلال ولا يصل المشاركون في الحملة إلى حقول الزيتون إلا بشق الأنفس مبينا أنهم يضطرون لاستخدام الطرق البدائية في نقل ثمار الزيتون بدلا من الشاحنات لأنها ستكون عرضة للقصف الإسرائيلي.

وأكد سعد زيارة من اتحاد لجان العمل الزراعي أن الاحتلال يتعمد تكثيف إطلاق النار على المزارعين في المناطق الشرقية للقطاع والتي يبلغ طولها نحو 40 كيلومترا من بيت حانون شمالا حتى رفح جنوبا في محاولة لتركها عرضة للتصحر مشيرا إلى أن كميات ثمار الزيتون في القطاع قليلة هذا الموسم مقارنة بالأعوام السابقة لأسباب عدة أهمها تدمير الاحتلال الممنهج للحقول من خلال تجريفها وقصفها أو رشها بالسموم وضخ المواد العادمة المدمرة والملوثة للأرض والبيئة.

وشدد الباحث الحقوقي حسين حماد أن استهداف الاحتلال المباشر للمزارعين الفلسطينيين في موسم قطاف الزيتون يشكل تهديدا لحياتهم وسلامتهم وانتهاكا لحقهم في العمل الذي تكفله القوانين الدولية ما يستدعي تحركا سريعا من المجتمع الدولي لوقف انتهاكات الاحتلال ووقف معاناة الشعب الفلسطيني .

محمد أبو شباب

انظر ايضاً

4 محطات وقود حكومية إضافية تتيح دفع ثمن المحروقات إلكترونياً

دمشق-سانا أعلن المصرف التجاري السوري إضافة خدمة تسديد قيمة الوقود إلكترونياً باستخدام بطاقته