الشريط الإخباري

عملة البتكوين تواجه مطالبات بالعزوف عن التعامل بها

دمشق-سانا

وسط تزايد الطلب عليها وعلى نظيراتها من العملات الرقمية الأخرى من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية حول العالم استطاعت العملة المشفرة الرقمية “بتكوين” خلال فترة قصيرة نسبيا فرض واقع جديد على سوق العملات والتداولات في الاقتصاد العالمي رغم تراوحها صعودا وهبوطا امام الدولار الامريكي.

وبالنظر الى الاهتمام الواسع الذي حظيت فيه “البتكوين” منذ أصدارها عام 2018 واكتسابها شهرة اقتصادية واسعة في سوق التعاملات الا انها تعرضت في الفترة الاخيرة الى سلسلة من الانتقادات وصلت الى درجة المطالبة بالعزوف عن التعامل معها ومقاطعتها لما تشكله من مخاطر على الاقتصادات التي تتعامل بها من جهة وعلى البيئة من جهة اخرى لجهة التعدين.

الحكومة الصينية وجهت ضربة موجعة للبتكوين تمثلت بمنع البنوك التقليدية والرقمية من تداولها ووصف التحويلات من خلالها بالغير شرعية وغير القانونية وذلك عبر تحذير المصرف المركزي الصيني للمتعاملين فيها لكونها تهدد مدخراتهم وتعرضها للفقدان.

وعلى منوال الصين حذر موقع انفيستو بيديا الامريكي المتخصص بسوق العملات من خطورة التعامل بالعملات الرقمية واصفا اياها بالغير متزنة بقوله..”إن التداول بالعملات الرقمية ومن بينها بتكوين يتضمن مخاطر عالية تصل الى حد فقدان كل المبالغ التي يتم استثمارها بصورة كبيرة ولا سيما انها تتأثر بعوامل أخرى ابرزها الاحداث المالية والسياسية”.

قناة بي بي سي نقلت عن هيئة الرقابة المالية البريطانية انتقادها لمتداولي عملة البتكوين والمستثمرين في هذا القطاع وحذرت من عدم قدرتهم على حماية المستهلك وضمان حقه المالي أو عدم الحفاظ على مدخراته في حال حدوث خطأ ما في نظام التعامل الحاسوبي للعملة.

رئيس التجارة والتنمية لمنطقة البحر الاسود في روسيا ديمتري بانكين رأى ان اكبر مخاطر الاستثمار في عملة البتكوين يتمثل في أن العملة الرقمية مستقلة في البنوك المركزية وليس لها أساس اقتصادي حسب وكالة نوفوستي الروسية.

ولا تقتصر اشارة الخبراء الى تهديدات عملة البتكوين على الاقتصاد العالمي فحسب بل يتعدى ذلك نحو مخاطر جسيمة على البيئة والمناخ عقب توجه العديد من اقتصادات العالم نحو تعدين العملة الرقمية.

البروفيسور براين لوسي من جامعة ترنبتي الايرلندية وصف العملة الرقمية بـ “القذرة” معتبرا انها تحتوي اثارا سلبية على البيئة والمناخ مثلها مثل المنشآت الصناعية لكونها تعتمد في تعدينها وانتاجها على الطاقة الكهربائية الناتجة عن مصادر مسببة بانبعاثات كربونية لتزيد من اعباء تحمل المناخ للتلوث الذي يتعرض له وفق سكاي نيوز.

وفي مؤشر على خطورة تعدين “البتكوين” اصدرت شركة الخدمات المحاسبة البريطانية اكونتس اند ليغال تقريرا اشارت فيه إلى أن القوة الحاسوبية التي تتمتع بها شبكة تعدين البتكوين تعتبر اكبر بـ 100 ألف مرة من تلك المتعلقة بتشغيل 500 جهاز كمبيوتر فائق السرعة مجتمعة ما يؤدي الى استهلاك 250 كيلو واط بالساعة من الكهرباء في كل مهامه.

مجلة انسبيرايشن فييد الامريكية شبهت عملية تعدين العملة المشفرة بعملية البحث عن مناجم خاصة في جوف الارض كما لفت تقرير أعدته جامعة كامبريدج إلى أن تعدين البتكوين يستهلك أكثر من 120 تيرا واط في الساعة سنويا وهذا يعادل الاستهلاك السنوي للطاقة الكهربائية لكل من ماليزيا أو السويد أو الأرجنتين.

وكان ايلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أعلن تعليق مبيعات السيارات الكهربائية التي تنتجها الشركة باستخدام عملة بتكوين بسبب الزيادة السريعة في استخدام الوقود الاحفوري في عملية التعدين وخاصة الفحم والذي ينتج انبعاثات كربونية أسوأ من أي وقود آخر.

فهمي الشعراوي

انظر ايضاً

الجيش الإيراني: تصدينا لأجسام طائرة مشبوهة

طهران-سانا أعلن القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي أن الانفجار الذي وقع …