دوما.. مبادرات أهلية تعكس حب الوطن والإحساس بالمسؤولية

ريف دمشق-سانا

العلم والثقافة والصحة والرياضة بنى أساسية ارتكز عليها أهالي مدينة دوما بريف دمشق لإعادة نبض الحياة إلى مدينتهم التي عاث فيها الإرهاب فساداً وخراباً فهدم المدارس والمراكز الصحية والثقافية والأندية الرياضية وسرق محتوياتها.

ولأن العمل التطوعي الأهلي ليس بعيداً عن السوريين هرع أهالي مدينة دوما بعد تحريرها إلى ترميم ما دمره الإرهاب على مدار السنوات الماضية ناشرين الأمل وسط الانقاض والركام.

كاميرا سانا رصدت أعمال الترميم التي تنفذها الحكومة بالتعاون مع المجتمع الأهلي في عدد من المدارس والمركز الثقافي “قصر الثقافة” والملعب البلدي حيث أوضح المهندس خالد سلام نائب رئيس مجلس مدينة دوما لمندوب سانا أن التنظيمات الإرهابية المسلحة قامت بتدمير وتخريب الملعب البلدي وبمساعدة المجتمع الأهلي تمت إعادة تأهيله وترميمه ليكون جاهزاً لاستقبال أبناء المدينة وممارسة مختلف الهوايات والأنشطة الرياضية فيه.

أعمال الترميم استغرقت مدة طويلة وفق سلام لأن التخريب كان كبيراً حيث شملت تسوية وتنظيف أرض الملعب وإزالة الأنقاض منها مبيناً أن الملعب يضم 3 صالات رياضية مخربة يتم العمل على تأهيل إحداها لتكون جاهزة للخدمة.

وأكد سلام أهمية ترميم الأندية الرياضية لجذب واستقطاب الأبناء ولا سيما أن المدينة كانت لسنوات تحت وطأة الإرهاب وأفكاره الهدامة ومن الضروري اليوم تنمية مواهب الجيل الجديد وتوجيه تركيزه للاهتمام بأشياء مفيدة تنعكس إيجاباً على صحته حيث سجل في الملعب منذ افتتاحه حتى اليوم أكثر من 70 طفلاً بأعمار مختلفة.

مدرب كرة اليد بالملعب ابراهيم العوا أعرب عن سعادته بعودة النادي لاستقبال الأبناء واحتوائهم مؤكداً أنهم عبر العودة للحياة الطبيعية في مدينتهم يوجهون رسالة للعالم أجمع بأن دوما بلد الخير والعطاء وان المستقبل سيكون أفضل.

وفي القطاع التربوي تمت إعادة تأهيل وترميم أكثر من مدرسة متضررة جراء الإرهاب منها مدرسة الهاشمية التي تعرضت قاعاتها وممراتها للتخريب بشكل كبير حيث يتم العمل لإزالة الأنقاض وترميمها لتكون جاهزة لاستقبال الطلاب حال انتهاء هذه الأعمال.

وأشارت رانيا الخضرة من المجمع التربوي بدوما إلى أن أغلبية المدارس تم ترميمها بالتعاون مع المجتمع الأهلي ولا سيما بعد عودة قسم كبير من الأهالي إلى منازلهم بهدف النهوض بالعملية التعليمية في المدينة.

مديرة ثانوية المتفوقين بدوما لورنس حداد لفتت إلى أنه تم تأهيل المدرسة التي تعرضت للتخريب والدمار خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية مبينة انه تقدم لامتحان القبول فيها بداية العام الدراسي الحالي 395 طالباً وطالبة من الصف السابع والأول الثانوي.

أما في مجال أعمال الترميم التي شملت القطاع الصحي فذكر راتب حيرب عضو مجلس مدينة دوما أنه بالتعاون مع المجتمع الأهلي تم تأهيل وترميم مركز السل الصحي وتحويله لنواة مشفى مركزي إسعافي على مستوى المنطقة كما تم العمل على تأهيل مستوصف دوما حيث يستقبل الطابق الأول فيه المرضى ويقدم لهم الخدمات الطبية بأجور رمزية فيما تم تجهيز الطابق الثاني ليكون مركزاً إسعافياً خاصاً بمرضى كورونا.

أما بالنسبة لمشفى التوليد فيتم العمل على تأهيله ليكون جاهزاً لتقديم خدماته خلال الفترة القادمة وذلك بحسب حيرب الذي بين أن المجتمع الأهلي قدم مساعدات عينية ومادية للإسراع بإنجاز هذه المراكز فالبعض قدم أجهزة اوكسجين وتجهيزات وأدوات وأسرة ومواد بناء والبعض الآخر قدم مساعدات مالية.

أما مديرة المركز الثقافي بدوما ريم عطايا فأشارت إلى أن المركز “قصر الثقافة” تعرض للتخريب من قبل الإرهابيين وبعد عودة الأمن والاستقرار إلى المدينة رممت مديرية الثقافة قسما من قاعة المطالعة والبهو وغرفة صغيرة وواجهة البناء إلى جانب ترحيل الردم والأنقاض وذلك بالتعاون مع المجتمع الأهلي منوهة بأهمية التشاركية بين وزارة الثقافة والمحافظة ومجلس المدينة والمجتمع الأهلي لإعادة إعمار المدينة.

ولفتت عطايا إلى عودة الأنشطة الثقافية إلى المركز من خلال المحاضرات المتنوعة والندوات والفعاليات الثقافية التي تستهدف مختلف الشرائح العمرية إلى جانب دورات محو الأمية ودورات الخط العربي ودروس تعليم اللغة الانكليزية.

وتعكس المبادرات الأهلية التطوعية التي ينفذها أبناء سورية في عموم مناطقهم ومحافظاتهم مدى إحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية تجاه بلدهم خاصة في ظل الظروف الراهنة.

 سكينة محمد ومالك عبدو