الشريط الإخباري

خروج المتنبي في شعره على القواعد ما بين المنتقدين والمدافعين

دمشق-سانا

شكل شعر المتنبي حالة فريدة لدى الشعر العربي فكان منذ العصر العباسي حتى اليوم مالئ الدنيا وشاغل الناس ومع ذلك نجده في الكثير من قصائده يخرج عن القياس في الشعر والنحو شأنه شأن كثير من الشعراء.

ولعل المتنبي كان يدرك خروجه على القياس ولكنه يعتبر نفسه بما يمتلكه من موهبة وعلم في النحو والمعاني يملك الحق في ذلك ولكن بعض النقاد قديماً وحديثاً أخذوا عليه ذلك وانتقدوه مثل ابن جني وبعضهم برر له خروجه غير المألوف ودافع عنه مثل أبي العلاء المعري.

وفي كتاب “مخالفة القياس في شعر أبي الطيب المتنبي” يستعرض الباحث الدكتور ابراهيم محمد المحمود المآخذ التي وضعها النقاد على ابي الطيب في النحو والصرف والوزن والمعاني.

ويستعرض الدكتور المحمود مخالفة القياس في شعره في أمور كثيرة منها استخدام صيغة التفضيل أفعل فيما يدل على لون أو عيب أو حلية وذلك خروج على النحو مثل استخدامه تركيب “لأنت أسود في عيني من الظلم” والواجب قوله أشد سوادا ومخالفته القياس بتأنيث ما يجب تذكيره في بعض المواضع.

ومن مخالفات المتنبي للقياس كما أشار الدكتور المحمود إضافة ضمير متصل لأداة الاستثناء إلا في حين كان يجب أن يكون الضمير منفصلا في قوله “ليس إلاك يا علي همام” والواجب أن يقول ليس إلا إياك إضافة إلى مخالفته القياس في أمور أخرى.

ومع ذلك يبقى المتنبي الشاعر العربي الأهم في تاريخنا ولا يعتبر خروجه عن القياس نقصا كبيرا في شعره على الرغم من أهمية دراسته والانتباه إليه.

يقع الكتاب في 115 صفحة من القطع المتوسط وهو صادر حديثاً ضمن سلسلة قضايا لغوية عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2021.

أما الدكتور ابراهيم محمد المحمود فهو من مواليد 1976 حاصل على دكتوراه في النحو والصرف من جامعة دمشق يدرس في جامعات سورية له أبحاث علمية محكمة وأعد كتاب المختار من كتاب “دفاع عن البلاغة” لأحمد حسن الزيات.

بلال أحمد

انظر ايضاً

المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس في ندوة تكريمية بمناسبة ذكرى وفاته

دمشق-سانا في مبادرة هي الأولى من نوعها أقام اتحاد الكتاب العرب بمناسبة ذكرى وفاة الشاعر …