البايس: إسبانيا تعد من أكبر المراكز المالية التي تمول التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق

مدريد-سانا

أكد الباحث والإعلامي الإسباني خوسيه ماريا إروخو أماتريا أن إسبانيا تعد واحدة من أكبر المراكز المالية التي تمول التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وذلك وفقا لتقارير الأجهزة الأمنية والإستخباراتية الإسبانية التي قامت بكشف شبكة إرهابية واسعة تدعى شبكة “الحوالة السرية” التي تعتمد على نظام “المال الطائر” الذي يتم عبره نقل الأموال بشكل غير شرعي وغير رسمي خارج نطاق التعامل وفق النظام المصرفي القانوني الدولي.

وقال أماتريا في تقرير نشرته صحيفة البايس الإسبانية.. “إن هذه الشبكة تضم أكثر من 250 مركز اتصالات وأكشاك ومحلات جزارة إسلامية ومحلات بقالة ومواد تموينية وغذائية من أجل تحويل أموال واستغلال تشغيل مدخرات أكثر من 150 ألف شخص معظمهم من الجنسية السورية والتونسية والجزائرية والباكستانية وإرسالها على شكل مساعدات وتبرعات وتمويل العمليات الإرهابية في سورية والتي تقوم بها التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي وأيضا من أجل دعم إقامة ما يسمى “الخلافة الإسلامية” المزعومة.

وأكد مسؤول المفوضية العامة للمعلومات في الأجهزة الأمنية والشرطة الإسبانية أن هذه الشبكة تقوم بمهمة أخرى إضافة إلى إرسال المساعدات المالية للإرهابيين وهي تلقي واستقبال حوالات مالية تأتي من مخيمات التدريب والقتال في شمال سورية إلى عائلات وأهالي الإرهابيين في اسبانيا كتحويلات مصرفية يقوم بها هؤلاء الإرهابيون الإسبان بعد الحصول على المال كأجور ورواتب شهرية مدفوعة لهم من قبل التنظيم الإرهابي حيث يتقاضى الإرهابي الأعزب 800 دولار والمتزوج 1200 دولار وفقا لما ذكرته مصادر رسمية.

وأشار المسؤول إلى أنه رغم عدم وجود رقم دقيق للذين سافروا إلى سورية للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية إلا أن هناك ما يقارب 100 شاب مقيم في إسبانيا وأغالبيتهم من المغاربة انضموا إلى صفوف تنظيم “داعش” وقتل ثلاثة عشر منهم على الأقل في تنفيذ عمليات انتحارية وحشية ضد أبناء الشعب السوري.

وأشارت التقارير الأمنية إلى أن شبكة “الحوالة السرية” في إسبانيا تضم أكثر من 300 وكيل وعميل لها ومعظمهم من الجنسية الباكستانية ولها مكاتب سرية في 11 مدينة اسبانية مثل برشلونة وتاراغونا وليدا وبلباو وسانتاندر وفالنسيا ومدريد ولوغرونيو وليون وخايين والمرية إضافة إلى مدن أخرى تتجذر وتقطن فيها الجالية الباكستانية بشكل كبير ومنذ سنوات طويلة.

كما بينت التقارير الأمنية تنامي وزيادة عدد هذه المراكز غير الشرعية نتيجة الدعاية “الجهادية” الضخمة لتنظيم “داعش” الإرهابي وقوة الترويج الذي تقوم به مواقع الانترنت وشبكات التواصل الإجتماعي والمنتديات “الجهادية” المتطرفة في جمع الأموال من مؤيدي التنظيم الإرهابي وأنصاره في العالم.

وفي هذا السياق أكد مسؤول أمني إسباني استخدام شبكة “الحوالة السرية” في إسبانيا من أجل تمويل عدة هجمات إرهابية حيث قام الإرهابي المدعو خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة بتشغيل العديد من هذه المراكز المصرفية غير الشرعية في مدينتي لوغرونيو وبرشلونة من أجل تمويل هذه الهجمات الإرهابية كذلك قام إثنان من الباكستانيين المقيمين في إسبانيا بتحويل المال من أحد مراكز الحوالة إلى الخلية الإرهابية التي اغتالت الصحفي ومراسل صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية دانيال بيرل 38 عاما الذي اختطف من قبل تنظيم القاعدة في عام 2002 مع الإشارة إلى أنه
خلال خمسة عشر شهرا فقط تم تحويل 18 مليون يورو من نفس المركز الحوالي في الأراضي الإسبانية من أجل تمويل أنشطة مشبوهة وهجمات إرهابية في مناطق مختلفة من العالم وفقا لتحقيق قضائي.

وختم أماتريا تقريره بالقول.. “إنه بتاريخ 4 تشرين الأول عام 2004 تم تسريب برقية سرية من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في إسبانيا تشير فيه إلى أن اسبانيا تعتبر مركزا ماليا مهما جدا من أجل تمويل عمليات “الجهاد” في العراق وأفغانستان وفي عام 2005 تم تسريب برقية سرية أخرى تشير فيها إلى أن دبي هي المركز المالي لمنظمات وشبكات الحوالة السرية العاملة في إسبانيا”.

وكان رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي أعلن أمس أن الحكومة وحزب المعارضة الرئيسي اتفقا على إقرار إجراءات جديدة للتصدي للأشخاص الذين يسافرون للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية أو ينفذون هجمات فردية بأسلوب “الذئب الوحيد” داخل اسبانيا.

ووفقا للسلطات الاسبانية فإن نحو 70 إرهابيا اسبانيا غادروا البلاد للانضمام للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق كما أعلن وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز مؤخرا أن قرابة عشرة إرهابيين عادوا إلى بلدهم نصفهم محتجز في إسبانيا والمغرب.