الشريط الإخباري

(ناتو) تحت الطلب- بقلم: بشار محمد

ليس من أجل استمرارية حلف شمال الأطلسي وتطوير آليات عمله يمدّ الرئيس الأميركي جو بايدن حبال ودّه تجاهه فالنوايا مكشوفة منذ تسلّمه السلطة وإرساله وزير دفاعه لويد أوستن محملاً برسالة في الثامن عشر من شباط العام الحالي مفادها بأن بايدن يرغب بإعادة إحياء العلاقة بين بلاده والحلف “العتيد” وخاصة أن سلفه دونالد ترامب ما انفك عن توجيه انتقادات لاذعة للناتو إضافة إلى اتهامات مالية لبرلين حول الحلف لإطالة أمد الجفاء وتعقيد هذا الملف بين الطرفين.

بايدن الذي عمل منذ ذلك الوقت على استثمار اللحظة التي سيقدم نفسه أمام المتمكن الروسي على أنه مفاوض أو بأقل تعبير متحدث باسم حلفاء أكبرهم حلف الناتو لتكون المهمة الجديدة لهذا الحلف ضمن وجهة النظر الأميركية هي محاولة إشغال الروسي عسكرياً عن واشنطن بهذا التجمع العسكري القائم للخدمة تحت الطلب الأميركي فالولايات المتحدة انتهت من تصدير الاتحاد الأوروبي في وجه موسكو سياسياً لدرجة أن وصلت العلاقة بين الاتحاد وروسيا إلى الصفر كما قال أحد الدبلوماسيين الروس.

وزن الحلف في الميزان الأميركي لا يتعدى كونه ورقة للاستخدام عند الحاجة يزجها تحت إشرافه بوجه خصومه كأي تابع يدوّر مهامه وفق المصالح والأجندات الأميركية وإلا لماذا اخترعت واشنطن أحلافاً خارج الشرعية الدولية تحت مسميات عديدة في مناطق عدة من العالم والحلف كان موجوداً أساساً..؟

إذاً وقت استخدام حلف الناتو قد حان وستستخدمه ضمن أجنداتها ولكن في وجه موسكو لأن هدفها الأكبر هو مواجهة بكين التي تتمدد عالمياً بكل المجالات من الاقتصاد إلى السياسة والعسكر الأمر الذي يقضّ مضاجع المسؤولين الأميركيين على اختلاف مستوياتهم فإذا كانت الصين وروسيا على شراكة استراتيجية شبه شاملة فهل ستعمل سياسات واشنطن لاحتواء هذه الشراكة وفصل عراها أم ستستمر في السياسة الغبية ذاتها التي ستزيد من هذه الشراكة تجاه العدو شبه الأوحد..؟