الشريط الإخباري

حالة الاحتقان الدبلوماسي بين أنقرة وبروكسل تتفاقم مع تفاعل ردود الفعل الأوروبية حول قضية الأريكة

دمشق-سانا

أشعلت قضية الإهانة البروتوكولية التي تعرضت لها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أثناء زيارتها إلى تركيا الأسبوع الماضي فتيل أزمة دبلوماسية جديدة بين بروكسل وأنقرة تفاقمت أبعادها على نحو كبير مع تواصل ردود الأفعال الأوروبية والدولية المنددة بما حدث وتوجيه سيل من الانتقادات الحادة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

ما حدث خلال لقاء أردوغان مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل وفون دير لاين وعرف باسم “فضيحة الأريكة” بعد أن وجدت الأخيرة نفسها واقفة بسبب نقص الكراسي تحول إلى حالة احتقان سياسي استمرت بالتفاعل هذا الأسبوع أيضاً وسط موجة من الانتقادات بين الأوساط الدبلوماسية الأوروبية على أعلى المستويات وكان موقف فرنسا الأشد لهجة بوصفها ما جرى بأنه “إهانة من جانب تركيا” رافضة فرضية وقوع “خطأ بروتوكولي”.

وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي كليمان بون شدد في تصريح نقلته وسائل إعلامية على وجوب ما سماه “إعادة وضع النقاط على الحروف” مشيراً إلى أن المشكلة في هذه القضية “ليست أوروبا بل تركيا التي أساءت التصرف”.

بون لفت إلى الموقف “العدواني” الذي يتخذه النظام التركي تجاه أوروبا وقال” إنها “مشكلة تركية متعمدة على ما أعتقد تجاهنا.. كان ثمة فخ ما بين من نصب المكيدة والشخص الذي وقع فيها وأفضل أن نضع الذنب على من نصبها”.

المشكلة وفق ما أكد بون تتمثل في “عدم احترام الديمقراطية والانحراف الاستبدادي في تركيا” معتبراً أن على الأوروبيين أن يكونوا “حازمين جداً مع الأتراك” داعياً في الوقت نفسه إلى أن يقدم الاتحاد الأوروبي رأياً وقراراً موحداً في الساحة الدولية.

صحيفة فيلد الألمانية علقت على “فضيحة الأريكة” في تغريدة على تويتر قالت فيها: “لا.. لم تكن مصادفة.. لقد كان فعلاً متعمداً” متسائلة لماذا ظل ميشيل صامتاً إزاء ما جرى.. الرد على الصحيفة جاء على لسان ميشيل الذي علق على الموقف المحرج بالقول لصحيفة هاندلسبلات الألمانية: “لا أخفي سراً أنني لا أنام جيداً ليلاً من وقتها لأن المشهد لا يفارق رأسي وأتمنى لو أن الزمن يرجع إلى الوراء لإصلاح الأمر”.

فون دير لاين حذرت ميشيل في أول لقاء بينهما منذ حادثة “الأريكة” بأنها “لن تسمح بتكرار ما حصل” ليكرر ميشيل “أسفه الشديد للحادثة” التي دفعت آلاف الأوروبيين إلى التوقيع على عريضة تطالبه بالاستقالة.

الفضيحة التي عمقت الخلافات بين النظام التركي والاتحاد الأوروبي لاقت أصداء غاضبة وردود أفعال حادة من قبل الأوروبيين بمن فيهم وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن الذي أكد أنه لا يجب على الاتحاد الأوروبي الالتزام بتحديث الاتحاد الجمركي ونظام منح التأشيرات للأتراك إذا استمر الرئيس رجب طيب أردوغان في “انحرافه الاستبدادي” أما رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي فوصف أردوغان “بالديكتاتور” في حين عبرت كتل سياسية كبرى في البرلمان الأوروبي عن غضبها إزاء الإهانة البروتوكولية بعد تداول صور ومقاطع فيديو لفون دير لاين في حالة ذهول وحرج إثر اكتشافها عدم وجود مقعد مخصص لها إلى جانب كل من أردوغان وميشيل.

أزمة الأريكة الدبلوماسية تضاف إلى سابقاتها من الأزمات بين أردوغان وأوروبا فمن ابتزاز رئيس النظام التركي المتكرر للاتحاد الأوروبي في ملف المهاجرين إلى عمليات قمع وملاحقة المعارضين لسياساته خارج حدود تركيا وفي عقر الدار الأوروبية وصولاً إلى عمليات التجسس التي تقوم بها أذرعه الاستخباراتية في دول أوروبية عدة على رأسها ألمانيا وأخيراً وليس أخراً استفزازاته المتواصلة في منطقة شرق البحر المتوسط حيث دفعته أطماعه في الاستيلاء على النفط والغاز في تلك المنطقة إلى حافة إشعال حرب مع اليونان.

باسمة كنون

انظر ايضاً

أردوغان يتاجر مجدداً بقضية فلسطين ومعاناة شعبها ويوازي بين الجلاد والضحية

دمشق-سانا تساءلت العديد من وسائل الإعلام التركية والعالمية