حناجر طلاب مدارس عدرا البلد تصدح بالأناشيد من جديد بعد أن كمّها الإرهاب لسنوات-فيديو

ريف دمشق-سانا

مشهد مدارس عدرا البلد اليوم لم يعد يختلف كثيراً عن باقي مدارس سورية تلك البلدة وبعد أن عانت من الإرهاب لسنوات عدة تعود اليوم لسابق عهدها ولتصدح من جديد حناجر طلابها بأناشيد الطفولة والسلام بعد أن كمّها الإرهابيون لسنوات.

“تشبه العود اليابس الذي خسر ورقه الأخضر.. هكذا كانت مدارسنا عند عودتنا للبلدة بعد تحريرها من الإرهابيين حيث كانت مدمرة بشكل كامل وغلب عليها سواد حقدهم” بهذه الكلمات وصفت المعلمة سهام الحمد مديرة مدرسة عدرا الخامسة وضع المدارس في البلدة التي تعرضت للأضرار من جراء الإرهاب مضيفة لمندوبة سانا التي زارت البلدة إن مديرية التربية في ريف دمشق بدأت منذ اليوم الاول لتحرير البلدة بإعادة تأهيل واعمار المدارس كما أصر المدرسون على التدريس بالتوازي مع إجراء أعمال الصيانة.

وأشارت المعلمة الحمد إلى أن اختيار الألوان الزاهية لطلاء جدران المدارس كان بهدف المساهمة في تغيير نفسية الطلاب الذين خرجوا خلال فترة الحرب الارهابية وتركت في ذاكرتهم صور العنف والألم إضافة إلى إيجاد جو من الفرح وتحفيزهم على تلقي الدروس التعليمية بارتياح مبينة أن تأهيل المدارس وعودتها للخدمة كان سبباً رئيساً لعودة الأهالي إلى البلدة.

بينما كان الطلاب ينشغلون باللهو في ساحة مدرسة عدرا الأولى المختلطة تتجول مديرة المدرسة غروب جديد بين طلابها تعلمهم كيف يلهون ويصنعون دائرة في حين تصدح حناجرهم بأنشودة “دور يا صحن السكر” وتهتم بنشر الفرح في نفوسهم بقولها: “السعادة اليوم تعم مدارسنا بعد التخلص من الإرهاب الذي حاربنا بالأسلحة وحاول مراراً أن يهدم مدارسنا ويكسر أقلام طلابنا لكننا كنا على ثقة بأن أبطال جيشنا سيعيدون الفرح لوجوه الأطفال البريئة”.

جرائم الإرهابيين في المدينة طالت مدرسة عدرا الأولى المختلطة كما جميع مدارس البلدة حيث وصفتها المعلمة جديد عند التحرير بشجرة الخريف التي خسرت جميع أوراقها مجردة من الأثاث والأبواب والنوافذ وتفتقر لأدنى مقومات التعليم لتكمل بكلمات ممزوجة بالأمل: “عدنا للتدريس في المدرسة بداية بتفعيل خمس شعب صفية وواحدة إدارية ريثما ينتهي الترميم واليوم تعج المدرسة بعد تأهيلها بالتلاميذ الراغبين بالتعلم فيها بعد معاناتهم وتسربهم لسنوات من المدرسة ليعودوا ويبنوا وطنهم بعلمهم من جديد”.

عدد من الطلاب عبروا عن سعادتهم بعودة مدارسهم كما كانت حيث يقول الطالب أحمد دياب من الصف السادس: “كانت مدرستي مدمرة أول ما شاهدتها حزنت كثيراً وقلت لنفسي إنها لم تعد صالحة للدوام لكن بعد قدوم العمال إليها والعمل على تأهيلها اختلف الوضع وصارت مدرستي أجمل وتزداد جمالاً كل يوم مطلية بألوان زاهية وعلى جدرانها رسومات نحبها” بينما رأت الطالبة أروى الهلمي أن قيام وزارة التربية بترميم المدرسة سرع من عودة الطلاب إليها وقالت: “أنا أحب المدرسة لأني أتعلم بها مادة الرسم”.

وبعد حصوله على شارة التفوق من معلمته ووضعها على جبينه بدت ملامح الفرح على وجه الطالب شهاب عثمان الذي خرج من مقعده الدراسي الصغير ليقول أمام كاميرا سانا: “شاهدوا ما حصلت عليه من معلمتي التي قالت لي: إني طالب مجتهد في مدرستي” بينما تجلس في مقعد مجاور لمقعد شهاب الطالبة نور محمد التي ترفع يدها لتتفاعل مع معلمتها بدرس كواكب المجموعة الشمسية على أمل أن تحصل على شارة تفوق مماثلة وتقول: “أنا أدرس اليوم كواكب المجموعة الشمسية لأتعرف عليها وأصبح مجتهدة”.

رئيس دائرة الأبنية المدرسية في مديرية تربية ريف دمشق محمد خير العلي أشار إلى أن عدرا البلد تضم 13 مدرسة كانت جميعها مدمرة بشكل جزئي بفعل التنظيمات الإرهابية المسلحة وعملت المديرية منذ تحرير البلدة من الإرهاب وحتى اليوم على ترميم وتأهيل 8 مدارس ووضعها بالخدمة وهي اليوم تضج بأصوات الأطفال وأناشيدهم وبقيت 5 مدارس في طور الترميم.

وبين العلي أن المدراس كانت تعاني من أضرار في البنية البيتونية والجسم الخارجي وأجزاء من السور وفقدان أثاث المدرسة ولكن تم تأهيلها وإعادتها للخدمة إضافة إلى إنشاء رياض الأطفال ضمنها مع وضع “الرومبات” التي تخدم الأطفال ذوي الإعاقة بفعل الإرهاب.

رحاب علي

انظر ايضاً

16 نيسان 1972- انطلاق المكوك الفضائي أبولو 16 باتجاه القمر

دمشق-سانا 641- فتح مصر وسقوط حصن بابليون في يد عمرو بن العاص، بعد حصار دام …