حملة توزيع ملابس للمهجرين وأبناء الشهداء بريف حمص

حمص-سانا

أوقدت العاصفة الثلجية التي تمر بها سورية مزيدا من مشاعر المحبة و التآخي بين السوريين ولا سيما الفاعلين منهم في المجال الإغاثي حيث عمدت بعض الحملات الشبابية التطوعية إلى تغيير أهدافها و وجهة عملها تلبية للحالات الطارئة التي فرضتها الظروف الجوية السائدة حيث بادرت العديد من الفعاليات الأهلية العاملة في الحقل الإنساني إلى مساندة ودعم المحتاجين والمهجرين ممن يعانون من هذه الظروف ولا سيما الأطفال منهم.

فحملة “محبتنا دفانا” التي انطلقت أول أمس بمساهمة عشرات النساء اللواتي قمن بحياكة الألبسة الصوفية قامت بتوزيع هذه الألبسة على أبناء الشهداء والمهجرين والمحتاجين في ريف حمص الغربي نظرا لحاجة الأطفال الماسة لهذه المستلزمات الشتائية في ظل الطقس الحالي بعد أن كان مقررا عرض هذه المنتجات ضمن سوق خيري كما تم توسيع الحملة لتضم المزيد من الكوادر الشبابية التي اضطلعت بمهمة التوزيع تحت شعار “لن نسمح للبرد أن يقتل أطفالنا”.

وفي هذا السياق أوضح الدكتور ناجي درويش المشرف على الحملة أن هذه المبادرة تأتي انسجاما مع ما تم طرحه في ملتقى المواطنة والانتماء الذي استضافته جامعة الحواش في شهر تشرين الأول الماضي بهدف تعزيز حس المواطنة وضم العديد من الفعاليات السياسية والأهلية والدينية والثقافية.

وأشار إلى أنه تم التحضير لهذا العمل على مدى شهر تقريبا حيث قدمت فعاليات أهلية المواد اللازمة من الأصواف ثم قامت مجموعة من ثلاثين سيدة من مختلف قرى وادي النضارة في ريف حمص الغربي بحياكتها يدويا على أن تعرض في سوق خيري يقام بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة إلا أن العاصفة الثلجية التي تعرضت لها البلاد دفعت بأصحاب المبادرة إلى توزيع الملابس الشتوية على الأطفال المتضررين نظرا لحاجتهم الماسة لهذه الأغراض.

وترمي المبادرة في جوهرها إلى التأكيد على قيم المحبة والتآخي وصلات التلاحم التي تربط السوريين ببعضهم البعض في مواجهة المصاعب والمحن التي تعترض حياتهم وعيشهم الواحد حيث كانت الغاية الأساسية من هذا الجهد التطوعي هي نشر الدفء في أوصال هذه الشرائح المتضررة كما هو الحال في قلوب وأفئدة أبناء الوطن الواحد حيث أشار المشرف على الحملة إلى أن “الشباب المتطوع قام بتوزيع مئات المعاطف والكنزات والقفازات والقبعات والجرابات وأغطية للأذن وغيرها”.

وبين درويش أن المبادرة اتسعت لينضم إليها شباب سوري مخلص من داخل و خارج القطر حيث تقدمت أعداد كبيرة من الشباب لهذا الفعل التطوعي بعد الإعلان عن المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فسعى كل من موقعه ليقدم ما يستطيع من ثياب وبطانيات ومستلزمات شتائية تساعد في التخفيف من شدة البرد وتبث للعالم رسالة مفادها بأن السوريين كانوا ولا يزالون أسرة واحدة تتشارك السراء والضراء.

وأعرب عدد من النساء المتطوعات عن سعادتهن بالعمل الذي يقمن به والذي يحمل في طياته أكثر من معنى فهو يبلسم الجراح ويزرع المحبة في القلوب ويعكس الطاقات الخلاقة والحس التشاركي للإنسان السوري حيث لفتت الشابة وجيهة مقدسي إلى أنها ساهمت في حياكة الملابس الصوفية سعيا منها لزرع البسمة على وجوه الأطفال المحتاجين في ظل ظروف صعبة فرضت على الكثير من أبناء الوطن داعية جميع السوريين إلى التعبير عن محبتهم وفائهم لسورية الأم ولأبنائها المهجرين والمتضررين.

وساهم الشاب سامر بيطار بتوزيع الملابس في قرى وادي النضارة رغم الظروف الجوية القاسية مؤكدا أن “إيصال كنزة دافئة لطفل يرتجف بردا هو أكثر ما يشعره بالرضا عن النفس و بالفرحة الداخلية لكونه استطاع إغاثة أخ وابن له في مكان ما “مشيرا إلى أن هذا العمل هو سلوك إنساني يتوجب اتباعه في كل وقت ليشكل قيمة مضافة لجميع جهود المجتمع المحلي والرسمي الذي يعنى بدعم الأسر المحتاجة.

تمام الحسن

انظر ايضاً

حملة “دفانا محبتنا” تنشر الدفء في أوصال الأسر المحتاجة

دمشق-سانا للأسبوع الثالث على التوالي تستمر الحملة الشبابية “دفانا محبتنا” بتكريس أنشطتها الإنسانية والإغاثية على …