الشريط الإخباري

وادي العودة.. صدى يكتب تاريخاً بين ضفتين تأبيان الانقسام-فيديو

دمشق-سانا

قلب توسطه شريان ينقل بشطريه ذات الدم.. بنبض الإرادة باق يتنفس الحياة ويقاوم الزوال.. وادي العودة في المنطقة المحررة من أراضي مجدل شمس في الجولان العربي السوري المحتل تجسيد لملحمة إنسانية وخريطة نضال تاريخي أبت الانقسام فوقفت في وجه الاحتلال شامخة تصد غطرسته بيد وتلوح بالأخرى للوطن لتقول.. “ها أنا الصامدة.. العائدة”.

في المنطقة المطلة على قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل وتحديداً في عين التينة الجزء المحرر منها التقت كاميرا سانا ابن مجدل شمس الدكتور سمير أبو صالح الذي استهل حديثه بالإشارة إلى منزل أهله الواقع على بعد بضعة أمتار يفصله عنه شريط شائك زرعته غطرسة الاحتلال البغيض فمنعته عن الأهل والأرض التي احتضنت طفولته وذكرياته مستذكراً بغصة ملؤها الألم والحنين قدومه في السابق إلى هذا المكان وحديثه مع والديه وأخويه عبر مكبرات الصوت أو أحياناً دونها إلى أن صار صدى ذاك الحديث يتردد في المكان بعد وفاتهم وكأنه زهرة على أضرحتهم الممنوعة عنه.

نظراته تسبق بنانة الذي يحيط به المكان قائلاً إن كل هذه الجغرافيا أرضي فأنا ابن هذا التراب وجذوري ممتدة في عمقه وواحد من أبنائها الذين شردهم الاحتلال الغاشم ومنعهم عن الأهل والأرض مضيفاً “فوق هذه الأرض دارت أشرس المعارك وهزمت فيها جنود الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي واليوم يعيد التاريخ نفسه مع الاحتلال الإسرائيلي أمام مقاومة أبنائها الذين رفضوا كل أشكال الاحتلال وأكدوا تمسكهم بالهوية السورية والثوابت الوطنية وتشبثهم بأرض الأجداد”.

وتقع مجدل شمس في أقصى شمال الجولان العربي السوري المحتل من المنطقة الجنوبية وهي جزء من محافظة القنيطرة التي فقدت أثناء احتلال عام 1967 حوالي1200 كيلومتر مربع.

وما يتضح من القرية من نقطة عين التينة ما يقارب النصف من مساحتها حيث تمتد غربا باتجاه قرية جباثا الخشب ويعتمد أهلها على الزراعة حيث فرض الاحتلال انقساماً تعسفياً كما وصفه أبو صالح على الأسر والبيوت والأراضي فصارت منطقة عين التينة قرية صغيرة تضم 30 منزلاً معظم أصحابها الحقيقيين موجودون في القسم المحتل يعتني بها أبناوهم وأقاربهم في القسم المحرر لافتاً إلى ما توليه الدولة السورية من اهتمام كبير بتقديم كل الخدمات من أجل إعمارها لتكون على موعد مع لقاء الأهل والعودة بتحرير الجولان السوري المحتل.

لم تسلم التسميات من المخططات الصهيونية حتى هذا الوادي الذي ارتوى بدماء الشهداء الزكية وحفظت ضفتاه تحيات وأصوات الأهل والأحبة حيث يوضح أبو صالح أن الاحتلال حاول تغيير المسميات ذات القيمة الوطنية بأبعاد سياسية وإنسانية فأطلق عليها ما يسمى وادي الصراخ وهي تسمية خاطئة مبيناً أن اسمه الحقيقي وادي العودة حيث ستكون منه العودة والتحرير إضافة إلى تسميات تاريخية أخرى كوادي المغيسل لكونه كثير الأنهر ويجري الماء فيه طيلة أيام السنة ووادي السكرة حيث دارت به معركة عنيفة مع الاحتلال الفرنسي وقع فيها نحو 25 شهيداً فاتخذ رمزية التحرير والنصر والسكر كناية عن الاحتفال بهما.

المشهد الذي يعتري المكان والقصص الحاضرة بين ضفتي وادي العودة يحمل رسالة إنسانية جلية تحدث عنها أبو صالح بقوله إن هذا الاحتلال مهما تغطرس ومهما تكتلت الدول الداعمة له لا بد أن يركع أمام إرادة أبناء الجولان فسلاحهم الإرادة وفق حتمية تاريخية تؤدي إلى زوال الاحتلال وبالتالي تسقط كل التسميات في السياسة وتبقى التسمية في الحق الإنساني.

وبلغ عدد قرى الجولان المدمرة 224 قرية وحوالي أربع مدن كبيرة ونزح ما يقارب 800 ألف مواطن عربي سوري من الجولان المحتل وفقاً لأبو صالح.

لم تطو سنوات الاحتلال المريرة أمل السوريين بالعودة والتحرير فانتظارهم ويقينهم راسخ يتجدد مع كل صباح بيوم يجتاز فيه ابن الجولان هذه الأمتار دون ألغام أو أسلاك ليزور عاصمته الأبدية دمشق ويتواصل مع الأهل في الوطن وفق أبو صالح الذي أكد أن يقين أبناء الجولان آت من حقيقة الارتباط بالوطن فالإنسان السوري مؤمن بتراب هذه الأرض والجذور الضاربة فيها وبيئته إرث طبيعي وحقوقي وقانوني بالنسبة له أما المعتدي فهو إلى زوال حتمي ولو بعد حين.

الطريق إلى النصر مكلف جداً وفق أبو صالح لكن عندما يكون لدينا قيادة حكيمة وجيش أبي كالجيش العربي السوري الذي حرر كامل التراب السوري يكون الأمل معقود بأي لحظة بتحقيق النصر والعودة مشيراً إلى أنه عندما كان الإرهاب يضرب في هذه المنطقة ومناطق أخرى من سورية عبروا عن رغبتهم في أن يكونوا إلى جانب إخوتهم في الجيش العربي السوري ليساهموا في التحرير وكثير منهم تقدم بطلبات رسمية للقتال في سورية ضد الإرهاب المدعوم من أمريكا و”إسرائيل”.

وعن موقف المجتمع الدولي بين أبو صالح أن أبناء الجولان السوري المحتل لا يعيرون الاهتمام للشأن القانوني الدولي لأنهم مدركون من خلال تجربتهم مع الاحتلال أنه لا يؤمن ولا يمتثل لأي قرار دولي لافتاً إلى أن أبرز القرارات الدولية التي صدرت فيما يتعلق بالجولان كان القرار رقم 497 الذي أعطى أملاً كبيراً بالحد من غطرسة الكيان الإسرائيلي والتأكيد على أن الجولان السوري أرض محتلة وأن أي إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال فيه لاغية وباطلة لكنهم أيضاً على يقين أن العدو لن يحترم القرار لذلك طوروا موقفهم النضالي ومقاومتهم للدفاع عن وجودهم وعيشهم وأمنهم.

ولم يغفل أبو صالح الحديث عن مشروع التوربينات الهوائية الذي حاول الاحتلال تنفيذه بحجة توليد الكهرباء لكن أبناء الجولان أدركوا هدفه الواضح وهو تيبيس حقول التفاح والمزارع الكبيرة التي تشكل الحالة الأهم والأساس في معيشتهم فهبوا لمقاومته وعطلوه.

غادرنا المكان ولم تفارقنا صورة الحقل المحروث نصفه والآخر بلا حراثة تتوسطه الألغام يليها شريط شائك لم ينل من وحدة الأرض والأهل المنتظرين يوم التحرير.

مها الأطرش

انظر ايضاً

غوغل تطرد 28 موظفاً شاركوا في احتجاج على تعاونها مع الاحتلال الإسرائيلي

واشنطن-سانا أعلنت صحيفة نيويورك بوست الأميركية أن شركة غوغل قامت بفصل 28 من موظفيها على …