الشريط الإخباري

خبراء يحذرون من تغيرات مناخية شديدة في المنطقة العربية تؤثر على المياه والغذاء

دمشق-سانا

تتعرض المنطقة العربية لتغيرات كبيرة في معدلات الأمطار من عام إلى آخر ولكونها تقع في حزام المناطق الجافة وشبه الجافة فهي مهددة بقلة الأمطار وندرتها ما ينعكس بشكل واضح على ندرة الموارد المائية المتاحة فيها مع تأثير ذلك على الإنتاج الزراعي وبالتالي توفر الغذاء والأمن الغذائي.

وتظهر الأبحاث العلمية في مجال التغيرات المناخية وخاصة في المنطقة العربية أن الأخيرة ستتعرض إلى أشد التغيرات المناخية سواء من حيث انخفاض معدلات الأمطار أو ارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى ازدياد واضح في تكرار دورات الجفاف وهذه العوامل تؤثر سلبا على الإنتاجية الزراعية بالنسبة للزراعات البعلية والمروية إلى حد ما وفق رأي عدد من المعنيين والخبراء.

مدير إدارة الموارد المائية في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد الدكتور إيهاب جناد أوضح في تصريح لـ سانا أن المناخ هو العامل الأكبر في التأثير على القطاع الزراعي لأثره على النبات والتربة ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تؤثر التغيرات المناخية على جودة المنتج أيضا فمن الممكن ألا يحدث انخفاض في الإنتاجية لكن يصبح المنتج ذاته أقل جودة وتحملا للتخزين أو التداول أو يصاب بضعف في التلوين والنضج وأحيانا تحدث زيادة في التحديات التي تواجه المحاصيل مثل زيادة انتشار الآفات والأمراض وظهور آفات جديدة.

ووفق جناد تم تطوير تقييم متكامل يشمل التنبؤات بتغير المناخ والنمذجة الهيدرولوجية والضعف الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية أطلق عليه ريكار وهو مشروع يدرك الآثار المحتملة لتغير المناخ على التنمية في المنطقة العربية.

بدوره ذكر المهندس زاهر مجركش من مديرية الأراضي والمياه في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن ضمان الأمن الغذائي والاكتفاء الغذائي للدول يرتبط ارتباطا وثيقا بتغير المناخ ولابد من إعادة التفكير في أنماط استهلاكها داعيا إلى تدريب المهندسين والفنيين في وزارتي الموارد المائية والزراعة لاستخلاص البيانات المناخية من المنصات العالمية والعربية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وإعداد سلاسل زمنية يومية لبيانات التغير المناخي لأي موقع محدد وذلك لاستخدامها كمدخلات لدراسة أثر التغيرات المناخية على الموارد المائية وإنتاجية المحاصيل الزراعية وحساب الأحداث المناخية المتطرفة حرارة-أمطار والتعرف على إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية للحد من أثرها على قطاعي الزراعة والمياه وكيفية تقييم أثر التغيرات المناخية على هذين القطاعين.

وفي هذا السياق قال الخبير المهندس مازن نعمان إنه تم إصدار دليل تدريب حول استخدام النموذج الرياضي أكوا غروب لتقييم أثر التغيرات المناخية على إنتاجية المحاصيل الزراعية باللغة العربية واضافة عدد من التمارين التطبيقية لتوضيح كيفية استخدام البرنامج وذلك تسهيلا لإعداد التقارير الوطنية لتقييم الإنتاجية الزراعية لعدد معين من المحاصيل في مناطق محددة تحت تأثير التغيرات المناخية وقد تم استخدام نتائج المبادرة الإقليمية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية وقابلية التأثر الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية ريكار الذي نفذته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا الإسكوا بتمويل من الوكالة السويدية للتنمية سيدا.

بدوره أكد الدكتور صلاح عبدون من السودان وهو خبير في أكساد أن ارتفاع درجة الحرارة أدى إلى نقصان معدلات الأمطار في بعض المناطق وزيادتها في مناطق أخرى ما أدى إلى حصول الجفاف في بعضها والفيضانات والسيول في بعضها الآخر وهذا يتطلب من كل دولة أن تكون على علم بأثر التغيرات المناخية على مواردها المائية والهطولات المائية وأن يكون لديها معرفة بما تفعل في حال حصول جفاف أو فيضانات.

ولفت الخبير السوداني إلى ضرورة وضع مشروع لتقييم الإنتاج الزراعي في المنطقة العربية نتيجة تغير وفرة المياه من خلال استخدام توقعات موثوقة للمناخ والمعلومات القياسية الهيدرولوجية على المستوى الإقليمي والوطني إضافة إلى إعداد تقارير وطنية لتقييم الإنتاجية الزراعية لعدد معين من المحاصيل وتوفير مقترحات وتوصيات للتكيف مع تغيرات وفرة المياه.

مدير منظمة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد بين أن أكساد أعطت خلال السنوات العشر الماضية أولوية متقدمة لموضوع التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها ونفذت مشاريع عدة ودراسات في هذا المجال منها مشاريع مختلفة لصالح قطاعي الزراعة والمياه فأنجزت بناء 15 نموذجا رياضيا شملت كل الأحواض الهيدروجيولوجية بهدف تحديد المناطق الواعدة للمياه الجوفية وتحديد السحب الآمن منها بما يضمن استدامتها يضاف إلى ذلك دراسة أثر سيناريوهات الاستخدامات المستقبلية وتغير المناخ عليها وكان آخر هذه النماذج النموذج الرياضي لأحواض الفرات والعاصي والساحل.

وشدد العبيد على ضرورة تعزيز ورفع كفاءة الكوادر العلمية والفنية السورية والعربية العاملة في القطاعين المائي والزراعي ما يعود بالنفع على عمليات ومشروعات التنمية المستدامة في سورية والمنطقة العربية.

بشرى برهوم