الشريط الإخباري

(وداعا يا عشيرة الصبار) آخر نتاج الشاعر الراحل عماد جنيدي

دمشق-سانا

مجموعة “وداعا يا عشيرة الصبار” آخر نتاج الشاعر الراحل عماد جنيدي تحمل بين طياتها عذابات هذا الشاعر وآلامه وآماله التي كسرتها الحياة كما كسرها الموت.

تجربة شعرية فريدة تشبه في عمقها وبساطتها ورمزيتها وسخريتها وجنونها وعقلانيتها حياة الشاعر الراحل جنيدي وحده كنموذج لحداثة شعرية تجمع بين كل أشكال الشعر في قصيدة واحدة أحيانا كقصيدة الحريق التي يتنقل فيها ببراعة من الوزن والموسيقا إلى النثرية العالية في شاعريتها:

“أحبك تأتين نحوي ظلاما..

يطوحني في أتون الظلام..

ولعبت ما استطعت..

إنني الأمهر في فن ملاقاة جنوني

وأنا أول الفجيعة..

وأنا آخر الفجيعة..

جئت أعصف بالمستحيل”.

ونجد في قصائد المجموعة نثريات تتميز بأسلوب خاص ملفت ببساطته ودهشته وسخريته من الواقع على طريقته الخاصة كما في قصيدته الطريق..

“ماله شرطي المرور..

يتجاهل جميع المخالفات..

ويوقفني وحدي.. علما أني أسير على قدمي..

لدينا معلومات تفيد أنك تسبب البلبلة..

وتدعو إلى السير عكس الاتجاه”.

ونجد في بعض القصائد موسيقا عالية إضافة إلى مقاربات ومفارقات كثيرة تحملها الجملة الشعرية المليئة بالصور والدهشة كما في قصيدة الأحوال حيث يقول في مطلعها..

“حين تنوء الرؤوس بحمل الأسئلة..

بقذفها مرتبة..

يكون من حق الذين التهموا الأجوبة..

أن يفعلوا ما يرونه مناسبا..

حين يختبئ النص داخل محاره كالحلزون..

يقبل الجراد ممتطيا أحصنة الخراب”.

تحتوي المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب على عشرين قصيدة وهي من القطع المتوسط في 144 صفحة أما الشاعر الراحل جنيدي فهو من مواليد جبلة 1949 عمل في الصحافة ورحل عام 2017 له مجموعتان مطبوعتان “قميص الخراب” و”صور السهل الأزرق” إضافة إلى مجموعة قصصية للأطفال بعنوان “حكايا جبّ الطاحون” مستوحاة من موروث الحي الذي ولد ورحل فيه ويحمل الاسم ذاته.

بلال أحمد