الشريط الإخباري

حرفيو المفروشات الحلبية.. أبطال جمعتهم قصص الإرادة فحملوا منتجاتهم إلى دمشق-فيديو

دمشق-سانا

حكايات عديدة رسم تفاصيلها حرفيو المفروشات الحلبية الذين استطاعوا تجاوز آثار الحرب بالإرادة والتصميم والدعم المقدم لهم ليحملوا منتجاتهم من داخل منشآت كانت شبه مدمرة وأعادوا تأهيلها ليعرضوا أجود وأميز المفروشات في دمشق أمام الكثير من الزوار والتجار والصناعيين وليعيدوا تشبيك علاقاتهم ووجودهم بالأسواق التي طالما شهدت ازدهار حرفتهم على مدار السنوات.

فإلى جانب العديد من المنتجات التي يقدمها المشاركون في معرض منتجين 2020 بالتكية السليمانية في دمشق وضع عدد من حرفيي المفروشات الحلبيين بجانب البحرة الرئيسية في التكية نماذج من صناعتهم المتميزة بالدقة والجودة ومنهم المشارك وليام أنطوان أراك الذي أحضر معه عدداً من القطع أنجزها في ورشته الصغيرة بعدما دمر الإرهابيون معمله في منطقة الحميدية بحلب معرباً عن أمله بأن يجد في دمشق سوقا لتصريف منتجاته.

أراك الذي صمم على البدء من جديد مع شركائه بالعمل والإنتاج بعد تحرير حلب من الإرهاب فتح ورشة صغيرة في المنطقة الصناعية بالعرقوب وبدؤوا العمل بأربع آلات جديدة مع مهارتهم بالعمل اليدوي في صناعة المفروشات ويسعون الآن لتطوير مكانهم بشكل أسرع حيث يقول: “إرادة العمل يجب ألا تكسر مهما عانينا من ظروف قاسية”.

وبحرقة الحنين يستذكر الحرفي عبود قطاع الجبال ورشته التي كانت في منطقة الحميدية وتم تدمير أغلبها بفعل القذائف والاعتداءات الإرهابية وقال لـ سانا: “قضيت سنوات الحرب وأنا اتجول بين البيوت.. أحمل حقيبة معدات العمل لإصلاح أعطال المفروشات الخشبية ولكن ذلك لم يمنعني من الإصرار على إعادة افتتاح ورشتي وترميمها.. بدأت بعمليات الترميم فور تحرير المدينة واليوم استطعت أن أشارك بالمعرض بمنتجاتي التي صنعتها بإرادة البقاء والشغف لإعادة عجلة الإنتاج الحلبي الذي يجب أن نبذل كل الجهود لإعادة ألقه”.

توقفه عن العمل خلال سنوات الحرب إثر تدمير ورشته التي كانت بين منطقتي الميدان وبستان الباشا بحلب لم يمنع جورج جوزيف بطيخة من الحفاظ على مهنته فسعى لفتح ورشة جديدة له بمنطقة السليمانية وبذل كل الجهود “لإعادة النهوض بعمله والوقوف على قدميه” معتبراً أن قوة المعرض تكمن في المجال الذي فتحه للمنتجين ممن صنعوا بإرادتهم قصص نجاح الصناعي الحلبي الذي يعمل بأقسى الظروف وقال: “التجار الذين زاروا المعرض شاهدوا إضافة لدقة وجودة منتجاتنا فرق الأسعار واختلافها عن الأسواق المحلية ما دفعهم إلى التشبيك معنا لتوريد بضائعنا وتصريفها”.

لا تختلف قصص منتجي المفروشات الحلبية عن بعضها كثيراً فالخسارة التي لحقت بمعظمهم جراء الاعتداءات الإرهابية جمعتهم بقصص مشابهة من الإصرار على العمل ولو بحقيبة صغيرة باليد أنجزوا بها منتجات معبقة بحبهم للمهنة وفق الحرفي المهندس جورج خوري الذي بين أنه بعد تحرير مدينة حلب أعاد افتتاح ورشته داخل المدينة الصناعية بالعرقوب وأحضر آلات جديدة دعمها بخبرته القديمة واللمسات الفنية والهندسية التي يمتلكها مع فريقه ليصنعوا أجمل المنتجات الحلبية الموجودة بقوة في كل سوق.

 رحاب علي وأحمد سليمان