الشريط الإخباري

الرياء الغربي وحرية التعبير-بقلم عبد الرحيم أحمد

تحاول الأنظمة الغربية تبرير تطاول بعض الصحف والكتاب في الغرب على الرموز الدينية الإسلامية والإساءة للأديان تحت مسمى حرية التعبير، في الوقت الذي تحظر تلك الأنظمة على أي كاتب أو صحفي التطرق بالنقد أو التشكيك لما يسمى “الهولوكوست” وتعاقبه تحت مقصلة معاداة السامية.

ليس هذا فحسب بل إن بعض الدول الغربية سنت قوانين تقضي بحبس من يشكك بحجم وطبيعة وتفاصيل الهولوكوست، وما جرى مع الكاتب الفرنسي الشهير روجيه غارودي على خلفيه كتابه “الاساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية” عام 1996 الذي شكك فيه بما يعرف اليوم بمحارق “الهولوكوست” مثال واضح على تمريغ حرية التعبير وجز عنقها على مقصلة السياسة الغربية.

حرية التعبير في الغرب تنهار أمام أي نقد للممارسات والسياسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب تحت مسمى أوسع وهو معاداة السامية، لكنها تنتصب شامخة قوية يدافع عنها جيش من ساسة الغرب المنافقين عندما يتعلق الأمر بالإساءة للمسلمين أو شيطنة الدول والقوى التي يريد الغرب إدانتها خدمة لمصالحه السياسية.

فالغرب يسن القوانين التي تخدم سياساته حتى ولو كانت تخنق حرية التعبير التي يتشدق بها ويرفعها شعاراً للدفاع عن الصحف والأشخاص الذين يتناولون شخصية النبي الكريم بطريقة مسيئة لمشاعر المسلمين عبر العالم دون أدنى اكتراث.

لايتوقف الرياء الغربي على شعار حرية التعبير فقط بل يتعداه إلى كل السياسات التي تنتهجها الأنظمة الغربية، فهي تدعم الفوضى والتطرف في منطقة الشرق الأوسط تحت شعار دعم الحريات وحقوق الإنسان ،فيما تقاتل نفس الأفكار وحامليها على أراضيها إذ تعتبرها تعدياً على القيم الغربية وحقوق الإنسان.

وعندما تتعرض أي دولة أوروبية لعمل إرهابي تتحرك دبلوماسية وصحافة الدول الغربية وشرطتها واستخباراتها للحديث عن محاربة الإرهاب والتطرف الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم، لكن عندما تتعرض دولة عربية لتفجير إرهابي أو تجتاح جحافل الإرهاب وقطعانه مساحات واسعة من أراضيها، فتلك ثورة وثوار وطلاب حرية ينبغي أن تدعمها الأنظمة الغربية بالمال والسلاح والإعلام.

الغرب يتقن فن الرياء واستخدام الشعارات الزائفة فيقلب الحق باطلاً ولو على حساب القوانين والمواثيق الدولية، فهو يجرم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من أن جميع المواثيق الدولية تضمن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال والدفاع عن نفسها.

المسؤولون الغربيون يتاجرون بالحديث عن القيم والمبادئ على أنها مقدسات لكن جميع أفعالهم السياسية في الماضي والحاضر وتاريخ دولهم يشهد على جرائمهم وإبادتهم للشعوب الأخرى تحت نفس الشعارات.

الرد على السياسات الغربية والنفاق الغربي لايكون سوى بالوعي والتعاضد والتضامن بين شعوب المنطقة لوحدة الصف والموقف لمنع تدخل الدول الغربية في شؤونها الداخلية وفرض احترامها عليها.

لامكان لحرية التعبير في انتقاد الصهيونية ولا الهولوكوست ولا ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وما عدا ذلك فهو حرية تعبير!!!

انظر ايضاً

نقل الحرب إلى داخل روسيا لمصلحة من؟… بقلم: عبد الرحيم أحمد

لم تكن المحاولة الأوكرانية استهداف مبنى الكرملين بطائرات مسيرة مطلع شهر أيار الجاري محاولة جديّة