الشريط الإخباري

رئيس النظام التركي يستخدم ورقة المهاجرين للضغط على أوروبا لنجدته من مأزقه في سورية

دمشق-سانا

خسائر متلاحقة وكبيرة تتلقاها قوات النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية المدعومة منه خلال عمليات الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين في إدلب دفعت برئيس هذا النظام رجب طيب أردوغان إلى حافة الجنون وجعلته يعاود اللجوء إلى ورقة المهاجرين التي يستخدمها كلما شعر بأنه في مأزق ليضغط مجدداً على أوروبا من أجل التحرك لنجدته.

أردوغان الذي فقد صوابه على نحو كبير هذه المرة بعد الخسائر التي تكبدتها قواته في إدلب واعترافه بمقتل 33 جندياً وإصابة 32 آخرين كانوا في صفوف الإرهابيين هناك لم يجد وسيلة لحرف الأنظار عن خسائره في سورية إلا عن طريق الابتزاز والورقة الوحيدة التي يمتلكها لذلك هي الهجرة فما كان منه إلا أن تنصل من الاتفاق الموقع بينه وبين أوروبا عام 2016 وفتح الطريق خلال الأيام الأخيرة أمام تدفق آلاف المهاجرين من بلاده إلى أوروبا وهو ما يعد أسوأ كابوس بالنسبة للقارة العجوز.

مسؤول في نظام أردوغان رفض الكشف عن اسمه كشف أن “أوامر صدرت للشرطة التركية وخفر السواحل ومسؤولي أمن الحدود بعدم الوقوف في وجه عبور المهاجرين عبر البر والبحر إلى أوروبا” ضارباً عرض الحائط بالاتفاق الذي وقعته تركيا وأوروبا قبل أربع سنوات بشأن وقف تدفق المهاجرين إلى الأراضي الأوروبية مقابل مكاسب مالية وسياسية وبينما لا تعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها أردوغان ملف الهجرة كورقة ابتزاز إلا أنها بحسب مراقبين الأكثر تصعيداً نظراً للسهولة التي يسمح فيها للمهاجرين بالوصول إلى الحدود مع أوروبا.

المواقف الأوروبية الرافضة والمنددة بتحرك أردوغان بدأت بالصدور بشكل متتال حيث رفض حاكم مقاطعة النمسا العليا توماس شتيلتزر أمس ابتزاز رئيس النظام التركي للاتحاد الأوروبي في قضية المهاجرين داعياً إلى أن يتصرف الاتحاد على الفور بهذا الخصوص فيما جددت المفوضية الأوروبية دعوتها لنظام أردوغان إلى الالتزام بالاتفاق الموقع بين الجانبين حول ملف الهجرة.

لجوء أردوغان إلى استغلال ملف المهاجرين من جديد يثبت حجم الورطة التي أوقع نفسه بها نتيجة أطماعه التوسعية في سورية وإصراره على مواصلة عدوانه على أراضيها فيما تشكل الأزمة الاقتصادية والرفض الشعبي المتزايد داخل تركيا لسياساته عامل ضغط جديد يدفعه إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة سواء بفتح الحدود أمام المهاجرين إلى أوروبا والتهديد بإرسال ملايين منهم ما لم تتحرك الدول الأوروبية لدعم عدوانه وتدخلاته في سورية أو عبر زيادة القمع وكم الأفواه للمعارضين له.

وقد شكلت اليونان العائق الأول أمام خطط أردوغان إغراق أوروبا بالمهاجرين حيث منعت نحو 10 آلاف مهاجر من عبور الحدود التركية إلى أراضيها كما أحبطت في وقت سابق بياناً لحلف الناتو يدعم النظام التركي.

وفي الوقت الذي يستمر فيه أردوغان بتنفيذ أعمال عدوانية ضد قوات الجيش العربي السوري التي تواجه الإرهابيين وممارسة سياسة التضليل والكذب لتبرير عدوانه على الأراضي السورية ودعم مرتزقته من التنظيمات الإرهابية يبقى ملف المهاجرين معلقاً بانتظار الرد الأوروبي بالخضوع لرغبات أردوغان كما حدث عامي 2015 و2016 أو بإيجاد آلية أخرى تساعد في تملص أوروبا من المشكلة بأقل الخسائر.

باسمة كنون

انظر ايضاً

اليونان ترد على هجوم أردوغان ضد رئيس وزرائها

أثينا-سانا قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية يانيس ايكونومو: إن بلاده لن تخوض جدلاً متبادلاً مع …