الشريط الإخباري

في اليوم العالمي للتطوع.. تجارب شبابية تطوعية ناجحة باللاذقية

اللاذقية-سانا

شكل الواقع السوري الراهن فرصة حقيقية لتسجيل تجارب شبابية تطوعية كان لها حضورها المتميز في الساحة السورية إنسانيا ومجتمعيا وإغاثيا فبرز العديد من الفرق والمؤسسات التطوعية والجمعيات الأهلية التي افسحت المجال أمام هذه الطاقات لتثبت حضورها وفاعليتها في المجتمع ولعل الاحتفال باليوم العالمي للتطوع في الخامس من الشهر الجاري هو فرصة للاضاءة ولو بشكل بسيط على أبرز التجارب التطوعية في محافظة اللاذقية والتي قادها شباب سوري استطاع كل منهم أن يشكل نموذجا فاعلا يحتذى به.

المتطوعة الشابة كندة نصار رئيسة مجموعة “درب” التطوعية هي واحدة من هذه النماذج المضيئة وقد تعلمت قيمة مساعدة الغير كما أشارت من جدها الذي كانت ترافقه وهي صغيرة فتراه يزيح الحجارة الصغيرة عن الدرب الذي يسيرون عليه بشكل دائم باتجاه النهر كي لا يتعثر الآخرون بها ومن هنا تعلمت معنى أن يعمل الإنسان لأجل الغير ولأنها تعلمت الكثير من تلك الدرب فقد أطلقت الاسم نفسه على المجموعة الشبابية التي أسستها.

وأضافت.. حاولنا كمجموعة تطوعية أن نتميز عن غيرنا في العمل من ناحية التنظيم والتأهيل والتدريب الاحترافي لكل متطوع بالإضافة إلى دورنا في تقديم الدعم المعنوي والذي يعتبر أساسيا وضروريا لمن يحتاجه وتماثل أهميته الدعم المادي رغم أن أثره لا يظهر إلا من خلال المودة التي نظهرها للآخرين وعلى اعتبار أنني أترأس مجموعة مكونة من ثمانين متطوعا من كافة الأطياف والألوان تزداد مسؤولياتي بشكل كبير فأنا أتابع كل صغيرة وكبيرة في عمل الفريق الذي يهتم بالتنمية والدعم النفسي والدورات التدريبية المختصة والدروس الخصوصية.

وترى كندة أن الشباب السوري المتطوع يمتلك قدرة عالية على مساعدة الغير لكن يجب في الوقت نفسه تنظيم هذه الإمكانات ضمن مراكز متخصصة لتأهيل الشباب المتطوع عن طريق دورات تدريبية خاصة تتجاوز فوضى العمل التطوعي وتكرس دوره الإيجابي في الارتقاء بالعادات الاجتماعية السلوكية للمتطوعين.

بدورها أوضحت ربا عصفور التي عملت كمتطوعة في عدد من الجهات الأهلية كجمعية “بادر لسوريا” للتنمية المجتمعية ومنظمة “أرض الإنسان” الايطالية ومؤسسة الوعد ومكتبة الأطفال العمومية أن التطوع هو طريقة راقية لاكتشاف الذات وأنه ارتقاء بالروح إلى أسمى معانيها مشيرة إلى أن اختيارها للعمل التطوعي جاء على خلفية فهمها لأهميته في البناء والتطوير على كل الأصعدة وخصوصا الإنساني منها.

وتضيف.. رغبت أن أكون عضوا فاعلا في مجتمعي لايصال رسالة إيجابية في الحياة فالعمل التطوعي هو عطاء غير مشروط ولابد من أن تشعر بفائدته من حيث التطور على المستوى الشخصي ونشر وترسيخ مفهوم التشاركية للوصول نحو الأفضل لكن يجب أن نعترف أن المجال التطوعي في سورية يعاني من بعض المشكلات كانعدام التنسيق والتعاون بين الجهات العاملة فيه وقلة تقديره من قبل البعض بالإضافة لنقص التأهيل الكافي للكوادر العاملة في هذا المجال وعدم وجود مرجعية واحدة أو جمعية خاصة تعنى بأمور المتطوعين.

من جانبها ترى الشابة فرح اسماعيل أن المتطوع يمكن أن ينشط في عدة مجالات في وقت واحد ما يزيد من خبرته في ميدان التطوع وهذا ما حاولت أن تتميز به عبر العمل في عدة مشاريع في الوقت ذاته مشيرة إلى أن الاحتفال بيوم التطوع العالمي هو مناسبة للتذكير بضرورة دعم المتطوعين الذين يعتبرون أساسا لكل عمل مجتمعي ناجح فسورية في هذه الظروف تحتاج عطاء جميع أبنائها المخلصين ومن دون مقابل.

أما مريم وليد من منظمي مبادرة “خبز وملح” فتعتبر أن مفهوم التطوع كان مبهما بالنسبة للكثيرين حتى أنها لم تفكر أبدا بالخوض في هذا المجال إلى أن بدأت الأزمة في سورية التي كانت بمثابة اختبار حقيقي للسوريين فاختارت أن تكون ضمن فريق مبادرتي “خسى الجوع” و “خبز وملح” مؤكدة انها انخرطت في هاتين المبادرتين بكل قوة و حماسة.

بدوره أكد لؤي سليمة “متطوع في فريق قطرات ملونة” أن مجموعتهم اتخذت منحى آخر في المجال التطوعي من خلال وضع لمسة من الألوان التي تنشر الفرح والبهجة في ظل الظروف الحالية فكانت مهمة الفريق التطوعي تزيين مدينة اللاذقية بأسلوبه الخاص.

ويتابع.. نعتبر من الفرق القليلة التي تعمل في هذا المجال نظرا لأن الفرق التطوعية تحاول أن تنشط في الميادين الإنسانية والإغاثية لا سيما خلال الأزمة لذلك أردنا أن نضع بصمتنا الخاصة في نشر مفهوم العمل التطوعي وقد نجحنا إلى حد ما بتحقيق ما نصبو إليه ولو بالحد الأدنى فحيث نكون نجد تجاوبا فعالا من قبل الأهالي الذين يقدرون بشكل كبير ما نقوم به دون مقابل.

ياسمين كروم