الشريط الإخباري

متحف حلب الوطني.. مقتنيات يمتد عمرها من العصر الحجري الحديث إلى الزمن الحالي

دمشق-سانا

ذاكرة إنسانية وثقافية وقيمة أثرية وتراثية مهمة يضمها متحف حلب الوطني في أروقته شاهدا على تطور الثقافات والحضارات السورية على مر العصور من آرامية وآشورية وكلدانية وفينيقية ليشكل أيقونة تذكرنا بالماضي الموغل في القدم.

المتحف الذي يعد من الأهم على مستوى العالم لما يحتويه من لقى يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد فضلا عن أعمال خالدة لأعظم فناني حلب صنف متحفاً إقليمياً.

اتخذ متحف حلب عام 1931 قصراً بني في عام 1924 مقرا وعندما ضاق البناء بآثاره قررت مديرية الآثار إنشاء بناء جديد تتوافر فيه الشروط المتحفية الحديثة فتم هدم المقر القديم وبناء متحف جديد وحديث افتتح عام 1972.

وشكلت بعض آثار موقع تل حلف في شمال سورية غرب مدينة رأس العين والتي تعود للعصر الحجري الحديث النواة الأولى لمعروضاته حيث زين المدخل بنسخة من واجهة القصر الملكي في التل وتعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

زائر متحف حلب الشهباء يحار من أين يبدأ إذ تشده جمالية المحتويات في أجنحته الخمسة وخصوصا أنها تقسم إلى حقبات تاريخية معينة تدلل على مقدرة الإنسان السوري بفنون النحت والنقش والحفر والزركشة ولا يمكن لأي مؤرخ أو عالم آثار أن يصل إلى درجة متقدمة من العلم ما لم يزر هذا المتحف لكونه يعتبر من أهم المؤسسات التعليمية في مجال الآثار.

ويضم المتحف خمسة أقسام “آثار ما قبل التاريخ” و”الآثار السورية من العهود الشرقية” و”الآثار السورية الكلاسيكية” و”الآثار العربية الإسلامية” و”الفن الحديث”.

ويضم المتحف باحتين داخلية أحدثت عام 1974 وتضم بعض التماثيل الكبيرة البازلتية للآلهة حدد وتيشوب مع الكتابة الهيروغليفية الحثية من الألف الأول قبل الميلاد إضافة إلى تماثيل رومانية وفسيفساء من القرن الثالث للميلاد تمثل مشاهد صيد أما الباحة الخارجية فتضم قطعا أثرية من مختلف العصور الآشورية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية ومن بينها الحجر البازلتي الذي يمثل رجلين مجنحين بحالة حركة حول القمر والشمس والذي وجد في المعبد الحثي بقلعة حلب ويعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

ومن روائع القطع الأثرية المحفوظة في المتحف تمثال أمبوشاد الكاتب الرئيسي في ماري الألف الثالث قبل الميلاد وتمثال إله من البرونز المذهب من مصياف الألف الثاني ق.م ولوح عليه إله جالس على كرسيه يعتقد أنه إيل وأمامه يقف ملك ماري الألف الثاني ق.م وتمثال أسد بازلتي من أرسلان طاش القرن 9 أو 8 ق.م ونصب لملقارت الفينيقي القرن 9 ق.م وغيرها الكثير.

وتعرض متحف حلب خلال سنوات الحرب الإرهابية لأضرار مادية كبيرة نتيجة استهدافه بعشرات القذائف الصاروخية والهاون من قبل التنظيمات الإرهابية التكفيرية حيث تعرض لأضرار في بنيته الانشائية وتدمير جزئي في سقفه البيتوني بأماكن متفرقة منه وأضرار كبيرة طالت البنى التحتية والأبواب الخارجية ومكاتب الموظفين وأمناء المتاحف وتدمير غرفة المولدات وأجزاء من السور الخارجي.

وسيعود متحف حلب ليستقبل زواره اعتباراً من يوم غد بعد انتهاء أعمال ترميمه وصيانته لتأهيله بدءا من حديقته الخارجية إضافة إلى إعادة القطع الأثرية التي كانت محفوظة بأماكن آمنة وإخراج القطع ثقيلة الوزن المخبأة التي كانت بحديقة المتحف بعد أن تمت إحاطتها بأكياس مليئة بالرمل بأسلوب خاص أما القطع الأصغر حجما فتم وضعها بقوالب خشبية مدعمة بالزرادة والنحاتة لتكوين أكثر من خط دفاعي يحمي القطعة الأثرية.

شذى حمود

انظر ايضاً

افتتاح معرض (تاريخ المسكوكات الإسلامية) في متحف حلب الوطني

حلب-سانا افتتح في متحف حلب الوطني اليوم معرض “تاريخ المسكوكات الإسلامية”، الذي تقيمه وزارة الثقافة_ …