تفضلي يا ست.. متعة التجول بين العراقة والذوق الرفيع

دمشق-سانا

على امتداد سوق الحميدية عند أعمدة معبد جوبيتر الروماني يقع سوق الحرير والذي يطلق عليه أيضا سوق “القيشاني” أما التسمية الطريفة المشهور بها فهي سوق “تفضلي يا ست” كناية عن إلحاح الباعة فيه لدعوة كل سيدة تمر في هذا السوق للدخول إلى محلاتهم علهم يغرونها بالشراء.

يقع السوق في منطقة من أكثر مناطق دمشق القديمة ازدحاما بالناس والزوار ويختص في كل ما له علاقة بالنساء من حيث اللباس والزينة وجهاز العرائس وصولا إلى احتياجات الأطفال من ألعاب وألبسة وحلوى.

بني سوق “تفضلي يا ست” حسب وليد العلاف رئيس لجنة السوق وصاحب محل بالتزامن مع سوق الحميدية وكان يدعى خان الجمرك إذ كان مخصصا بالبضائع التي تدخلها القوافل التجارية إلى دمشق وتحول فيما بعد إلى سوق يتخصص بالأقمشة النسائية وأدوات الخياطة إلى جانب الأغباني والبروكار الفاخرة التي ذاعت شهرتها الواسعة في العالم مقدرا عدد محلاته بنحو 60 محلا .

وقال العلاف لـ سانا (سياحة ومجتمع) إنه درجت العادة عندما تأتي العروس مع إخواتها وقريباتها إلى السوق يلح الباعة المتوقفون أمام حوانيتهم على دعوتهن للدخول إلى محالهم والشراء لافتا إلى أن السوق عرف منذ القديم وعلى مستوى جميع المحافظات لشهرته بالتطريز والخياطة وبدلات العرائس وكل الأمور اليدوية .

بدوره نذير العقاد صاحب محل في السوق أوضح أن السوق من أجمل أسواق دمشق حيث تتزين محلاته بألوان الأقمشة والمشغولات اليدوية الرخيصة.

 ورغم تراجع الإقبال على شراء الأقمشة نتيجة مزاحمة الألبسة الجاهزة كما يقول العقاد إلا أنه يبقى لهذا السوق سحره الذي ينبثق من حجارته العتيقة.

ويتميز السوق بعمارته التراثية حيث توجد فيه الأقواس الجميلة والأبواب التي مازالت تحافظ على طرازها المعبر عن التراث وهو مغطى بساتر هرمي من الحديد والتوتياء ويعتبر من أقدم الأسواق في دمشق ويعود تاريخه إلى العهد الروماني قبل أن يتم تجديده في النصف الثاني من القرن السادس عشر وذكره المؤرخون على أنه من أسواق دمشق الكبرى.

وتقول السيدة عليا الأسعد ربة منزل “منذ كنا صغاراً كانت والدتي تأخذنا أنا وأختي معها أثناء شراء الأقمشة الحريرية وخصوصاً إذا كان هناك مناسبة احتفالية فكانت تشتري ما يعجبها من الأنواع الكثيرة الموجودة في السوق وتخيطها لها ولنا وقد داومت بعد أن كبرت وتزوجت على شراء الأقمشة من هذا السوق لأني أجد فيه كل ما أريده للتحضير للمناسبات المختلفة”.

بدورها تحرص السيدة أميمة الخطيب التي تعمل بمهنة الخياطة على التردد باستمرار إلى السوق للتزود بالأقمشة والإكسسوارات التي تحتاجها في عملها وتجد في التسوق متعة التجول في أحضان دمشق القديمة.

 تغريد خضور

انظر ايضاً

الدفاع الروسية: القضاء على 1160 جندياً أوكرانياً وإسقاط 155 طائرة مسيرة

موسكو-سانا أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على 1160 جندياً أوكرانياً، وأسقطت 155 طائرة …